أثر برس

ظهور الذئاب والطيور المفترسـ.ـة في الجزيرة السورية.. خبراء يوضحون لـ “أثر” الأسباب

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس لم تُسجل سنوات ما قبل الحرب أي ظهور للحيوانات المفترسة كالضباع، التي تهدد الثروة الحيوانيّة، على حين أنها تشهد في السنوات الأخيرة حضوراً يستهدف تلك الثروة بين الفينةِ والأخرى.

عام 2020 أفاد رئيس مركز داء الكَلَبْ والأمراض المشتركة في صحة دير الزور، محمد العلاوي، بمهاجمة ذئب لثلاثة شبان وتعرضهم لإصابات نتيجة ذلك، إضافة لمحاولته افتراس رضيع بعمر 8 أشهر ويُدعى “عبدالسلام الحسين” وحمله بفكيه، لولا أن بعض الشبان أنقذوه إثر استغاثات، وذلك فب أثناء تنقلهم لرعي قطيع الأغنام في محيط قرى جبال البشري.

كُثرٌ شككوا بالحادثة التي جاءت على لسان المصابين ممن تلقوا العلاج في المركز المذكور ورووا ماجرى معهم، لتمضي الأيام ويمسي معها ظهور الذئاب أمراً متداولاً، إذ وجّه أول أمس محمود الركراك، وهو من سكان منطقة معيزيلة بريف دير الزور الشمالي تحذيراً لأهالي منطقته من تواجد الذئاب ليقوم بنشر صور عدة على صفحته في موقع “فيسبوك” تُظهر ما تعرض

له قطيع الأغنام الذي يمتلكه من هجوم تسبب بمقتل عدة خراف، ناهيك عن جروح كبيرة طالت أخرى، وفي ذات اليوم عثر صياد من أهالي بلدة “أبو حردوب” على جروين من صغار الضّباع المسمى (الفرعُل) واصطحبهما معه مُقرراً تربيتهما في منزله، وقبلها بأشهر نشر أحد الشباب من حي حطلة، فيديو لجروي ذئب روى أنه اصطادهما بالقرب من مرتفعات جبال البشري، كما تداول مواطنون من حيي “الموظفين وبورسعيد” بمدينة دير الزور منذ فترة قريبة روايات عن سماعهم لأصوات ذئاب ليلاً صادرة من جهة الجبل القريب لهما، غير أن روايات بقيت بلا تأكيد، وكان أقدم ظهور لهذا الحيوان وقع في العام 2018 عندما سُجّل مهاجمته لحظائر أغنام في بلدات وقرى في جنوبي محافظة الحسكة كقرية “المرزة” بمنطقة “العريشة”.

يربط مواطنون بدير الزور ظهور الضواري، بما تعيشه المحافظة من جفاف وقحط باتت تدفع تلك الحيوانات، لاسيما الذئاب للبحث عن المأكل والذي افتقدته في البادية (الأرانب البرية، والجرابيع وغيرها)، ما دفعها أن تقصد قطعان الأغنام في تجمعات البادية.

وأكد المُسن محمد الدغيم لـ”أثر” أنّ “هذا الظهور لم يكن بالأمر المتداول سابقاً ومن النادر السماع به، وأكثر المناطق التي كنّا نسمع عن تواجد الذئاب بها هي مرتفعات جبال البشري، إء تشكّل الشقوق والمغارات والكهوف التي تتميز بها تلك الجبال ملاذاً آمناً لها، إضافةً لمنطقة الحجيف في بادية معيزيلة في الريف الشمالي، وربما أثّر الجفاف في توفر مصادر غذائها فجعلها تقصد تلك التجمعات”.

وأضاف الدغيم: “بالإضافة إلى الضواري لوحظ كثرة اصطياد الطيور من قبيل الصقور كالطير الحُرْ والنسور، ومنها ما بيع بملايين الليرات، كما ساعد خلو البادية من التجمعات السكانيّة كما السابق من عودة ظهور كثير من الحيوانات لاسيما ما أسلفنا منها كالذئاب والضباع”.

ويشير رئيس مركز مكافحة داء الكَلَب والأمراض المشتركة “محمد العلاوي” إلى أن ظهور هذه الحيوانات لا يعتبر أمراً خطيراً، وقال في حديثه لـ “أثر”: “توجد هذه الضواري ومنها

الذئاب والضباع حيث مغائر الجبال، وأكثر ما تم رصده من أمكنة لها هي جبال البشري غربي دير الزور، كانت الحالة المُسجلة لتعرضها للبشر وردتنا في العام 2020، وهي حسبما رواها شبان كانوا يرعون وعوائلهم في أطراف قرى بالقرب من تلك الج

بال، هي لا تقترب من التجمعات السكانيّة خاصةً مع وجود كلاب الرعي، أما الأحاديث عن مهاجمتها لبشر فلم يُذكر ذلك بالمطلق، سوى تلك الحالة التي ذكرها المصابون تلك السنة”.

يبدو أن ظهور هذه الحيوانات من ضواري وطيور، وسواها من كائنات يرتبط بغياب الكائن البشري، ناهيك عن الإضرار ببيئتها، حيث يؤكد أهالي دير الزور أن “سهول وبادية الجزيرة والفرات كانت تعج بالغزلان والجمال وأنواع الطيور وأسماك أنهار الفرات والخابور وروافدها وغيرها من حيوانات حتى زمنٍ قريب”.

عثمان الخلف- دير الزور 

اقرأ أيضاً