خاص || أثر برس تتعرض مدينة حلب منذ يوم أمس السبت، لعاصفة مطرية تعد الأشد من نوعها بالنسبة للعواصف التي شهدتها المدينة خلال فصل الشتاء الجاري، بالتزامن مع انخفاض كبير في درجات الحرارة، مخلفاً تأثيراً سلبياً على الحركة المرورية في المدينة.
حيث تشهد المدينة هطولات مطرية غزيرة منذ ظهر الأمس، تخللها تساقطٌ لحبات البرَد بشكل غزير خلال ساعات مساء الأمس، فيما انخفضت درجات الحرارة لتصل إلى أقل من صفر مئوية، قبل أن تتحول الهطولات المطرية إلى هطل ثلجي غزير خلال ساعات صباح وظهر اليوم الأحد.
وفي ظل التدني الكبير لدرجات الحرارة، سارعت بعض المدارس وروضات الأطفال الخاصة إلى اتخاذ قرارات وفق اجتهاد شخصي من قبل إداراتها، أوقفت من خلالها الدوام لطلاب السنوات التحضيرية “صفوف الطفولة”، حرصاً على سلامة الأطفال من تأثير البرد القارس على صحتهم.
وقال عدد من الأهالي لـ “أثر” إن إدارات “الروضات” التي يدرس فيها أطفالهم، أبلغتهم بتعطيل الدوام للأطفال اليوم الأحد، مع احتمالية تمديد العطلة القسرية إلى يوم غد الإثنين، وذلك في حال استمرت الظروف الجوية على وضعها الراهن.
وبالتزامن مع الظروف المناخية القاسية، تتضاعف معاناة الحلبيين مع موجة البرد والصقيع في ظل انعدام وسائل التدفئة، بداية من الكهرباء التي باتت التدفئة باستخدامها ضرباً من الأحلام، وخاصة مع التردي الكبير للتغذية والارتفاع اللافت لعدد ساعات التقنين، والحديث هنا عن ساعتين فقط من التغذية الكهربائية كل 24 ساعة تقريباً.
بدورها التدفئة عبر مدافئ الغاز أصبحت غائبة تماماً عن خواطر الحلبيين، نتيجة تأخر وصول رسائل الاستلام عبر البطاقة الذكية، وارتفاع فترة وصول الرسالة إلى أكثر من 60 يوماً بين كل أسطوانة وأخرى، إلى جانب ارتفاع سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء إلى ما يقارب 100 ألف ليرة سورية، ما جعل شراءها والتدفئة باستخدامها أمراً مكلفاً وباهظ الثمن.
أما وسيلة التدفئة الرئيسية عبر مدافئ المازوت، فليست أفضل حالاً من سابقتيها، حيث ومنذ الإعلان عن بدء توزيع الدفعة الثانية للمازوت المدعوم، ما يزال الحلبيون بانتظار وصول الرسائل إليهم، للحصول على تلك الدفعة، إلا أن الواقع يشير إلى وجود أكثر من 80% من المواطنين لم يحصلوا على مخصصاتهم حتى الآن.
وفي ظل البطء الشديد في توزيع المازوت المدعوم، والطلب المتزايد على المادة سواء من قبل أصحاب مولدات “الأمبير”، أو من المواطنين الراغبين بشرائها لتدفئة منازلهم، حققت بورصة أسعار المازوت في السوق السوداء ارتفاعاً كبيراً وقياسياً، مسجلةً معها وصول سعر الليتر الواحد إلى عتبة 4000 ليرة سورية، فيما من اللافت أنه بينما تسجل حالة من الشح والندرة للمازوت المدعوم، فإن السوق السوداء تغرق في المادة التي تتوفر وبكميات كبيرة أمام جميع الراغبين بشرائها!.
زاهر طحان – حلب