خاص || أثر برس يتكرر سيناريو “قطع المياه” كلّ صيف في مدينة يبرود بريف دمشق، حيث تزيد مدة القطع عن 10 أيام، دون توضيح رسمي حول الأسباب، خاصة أن مدينة يبرود والقرى المحيطة بها غنيّة بالآبار المائية، ودائماً ما يستبشر الأهالي بالوعود التي يكون مفادها تقليل مدة القطع وتحسينها ولكن لا تطبيق فعلي لهذه الوعود.
وفي حديث خاص لـ “أثر” قال أبو سالم -أحد أهالي يبرود-: “أصبحنا نتمنى شرب كأس المياه، فمدة قطع مياه الفيجة تتجاوز 12 يوماً، ونلجأ لتعبئة المياه عبر الصهاريج التي غالبها يكون غير صالح للشرب بمبلغ 25 ألفاً لمتر المياه الواحد”.
وتابع حديثه قائلاً: “حتى مياه عين كوشل المخصصة للشرب أغلب صنابيرها خالية دائماً، لذا نشتري عبوات المياه من المحال للشرب فقط ويبلغ سعر العبوة الواحدة 4 آلاف ليرة”.
ويؤيده العم أبو علي، مبيناً في حديثه لـ”أثر” أن “مشكلة قطع المياه ليست جديدة، بل هي معاناة عمرها سنوات عدة، وفي صيف كل عام تتكرر هذه الأزمة، بحجة الاستهلاك المبالغ من قبل الأهالي، ولكن السبب الرئيسي هو التعديات على خط مياه يبرود القادم من قرية المشرفة”.
وأضاف: بعض مزارعي قرية المشرفة “فليطا” يعتدون على خط المياه كل عام، والعام الماضي ضبطت المخالفات ولكن من دون جدوى.
“أصبحت روتين صيفي” بهذه الجملة استهلت الشابة بتول حديثها لـ “أثر”، مضيفةً: “شبكات المياه في يبرود مقسمة تبعاً لحارات المدينة، ودور كل شبكة يفوق الـ 10أيام، وفي ظلّ موجة الحرّ هذه الناس بحاجة للمياه بشكل متزايد، ولكن للأسف قطعها حصل العكس، عدا عن استغلال أصحاب صهاريج المياه ضعف الأهالي ورفعهم سعر متر المياه”، مضيفةً: “بتنا نقلل عدد الحمامات ووجبات الغسيل والشطف وحتى الجلي”.
متر المياه بـ 25 ألف:
من جانبه، أوضح أحد موزعيّ المياه عبر “الصهاريج” لـ”أثر” أنه يبيع متر المياه بسعر 25 ألفاً، كونه يشتري 5 أمتار من المياه بسعر 20 ألفاً بالإضافة إلى سعر المازوت لآليته، وأيضاً سعر البنزين الحرّ الذي يشتريه لمولدة الكهرباء التي يستعملها لضخ المياه لخزانات الأهالي.
وأكد أنه يومياً يتلقى عشرات الاتصالات من الأهالي الذين يطلبون شراء المياه، ولكن عندما يعلمون بسعر المتر يخفضون كمية الطلب أو يعدلون عن نيّة الشراء.
بدوره، حاول مراسل “أثر” التواصل مع مدير وحدة مياه يبرود للوقوف على أسباب المشكلة وآلية حلها، ولكن لم نحصل على جواب بسبب انتظاره الموافقة الصحفية من وزارة الموارد المائية، كما حاول مراسل “أثر” التواصل أيضاً مع المكتب الصحفي في وزارة الموارد المائية منذ أسبوع وحتى الآن دون أي تجاوب.
بوقت كان قد نشر مجلس مدينة يبرود على صفحته في “فيسبوك” أن كمية المياه المسروقة من خط المشرفة كبيرة جداً، وهناك محاولات للوصول لأي متورط بسرقة مياه أهالي يبرود، حيث أي مكان يشك بأمره بسرقة خط مياه يتم حفره.
أمير حقوق – ريف دمشق