خاص || أثر برس أقدم مسلحون تابعون لفصيل “السلطان مراد” التركماني ظهر أمس، على طرد عائلة من مسكنها الذي تقطنه في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرتهم وباقي فصائل أنقرة شمال غربي حلب.
وفي التفاصيل التي أوردتها مصادر محلية لـ “أثر” وعززها تسجيل مصور يظهر رب العائلة وهو يروي ما حدث، فإن مسلحي “السلطان مراد” اقتحموا المكان الذي تسكنه العائلة صباح اليوم، والذي لا يعدو كونه مستودعاً يقع أسفل بناء سكني في أحد أحياء عفرين المدينة، مطالبين رب الأسرة التي تنحدر من مناطق شمال شرقي سوريا، بدفع ضعف أجرة المستودع المتفق عليها.
ولدى محاججة رب العائلة حول عدم إمكانية دفع المبلغ المطلوب، نتيجة سوء الأوضاع المعيشية والأعباء المتراكمة المفروضة على المدنيين بفعل “الإتاوات” الباهظة المفروضة على السكان من قبل مسلحي أنقرة، بادر المسلحون إلى شتمه وباقي أفراد عائلته، قبل أن يبادروا إلى اقتحام المستودع بشكل همجي.
وبعد اقتحامهم المستودع، انهال مسلحو “السلطان مراد” بالضرب على جميع أفراد العائلة بمن فيهم النساء، مستخدمين أخمص بنادقهم الحربية ومسدساتهم، قبل أن يبلغوا العائلة بوجوب إخلاء المستودع خلال يومين في حال عدم دفع الأجرة الجديدة التي أقرتها قيادة الفصيل.
وتندرج الجريمة الجديدة، ضمن سلسلة الجرائم بحق الإنسانية التي ترتكبها فصائل أنقرة بحق المدنيين القاطنين ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها في ريف حلب بشكل عام، وضمن منطقة عفرين على وجه التحديد، وخاصة فيما يتعلق بسياسة تهجير السكان وخاصة منهم المحليون من أبناء المنطقة، حيث عمل مسلحو الفصائل على إرهاق الأهالي بالضرائب و”الإتاوات”، بالتزامن مع حملات الاستيلاء المستمرة على الممتلكات والأراضي الزراعية، والتي أدت في نتيجتها إلى جعل السكان الأصليين بمثابة المستأجرين حتى للمنازل التي يقطنون بها.
كما تعتمد فصائل أنقرة على سياسة التهجير، في سبيل تحقيقها لهدفها الرئيس المتمثل في تغيير ديموغرافية المناطق التي تحتلها شمال حلب، على إحلال سكان يدينون لتركيا بالولاء والطاعة على حساب السكان الأصليين الذين يتم تهجيرهم، بالتوازي مع حملات مماثلة لتحقيق ذلك الهدف، يتقدمها بناء “المستوطنات”، وفرض طابع “التتريك”، والسيطرة على كافة الخدمات الرئيسية اللازمة لمعيشة السكان.
وكانت قد تمكنت فصائل أنقرة بدعم القوات التركية، من اجتياح منطقة عفرين مطلع العام 2018، إبان العملية التي تمت تسميتها آنذاك بـ “غصن الزيتون”، والتي انتهت بانسحاب القوات الكردية، وسيطرة تركيا وفصائلها على نسبة تتجاوز 95% من إجمالي مساحة المنطقة.