خاص || أثر برس لا تزال الفصائل المسلحة المدعومة تركياً التي احتلت منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، مستمرة في انتهاكاتها وأعمالها العدوانية تجاه أهالي المنطقة، وخاصة على صعيد عمليات الخطف التي باتت تشكل هاجساً مستمراً مثيراً للذعر والخوف في قلوب جميع المدنيين القاطنين في المنطقة مدينةً وريفاً.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر أهلية من عفرين لـ “أثر برس”، بأن دورية تابعة لـ فصيل “فرقة الحمزة” المدعوم تركياً، داهمت مساء أمس الأحد منازل عدد من المدنيين في قرية “تل سلور” في ريف بلدة جنديرس جنوب غرب منطقة عفرين، واختطفت /4/ شبان من أهالي القرية تحت تهديد السلاح، قبل أن تعمد إلى نقلهم لجهة مجهولة.
وبعد عدة ساعات من خطف الشبان الأربعة، وردت اتصالات لذوي المخطوفين من قبل أحد قادة الفصيل، طالبهم فيها بدفع مبالغ مالية تتراوح بين /100/ إلى /200/ ألف ليرة سورية عن كل شخص لقاء إطلاق سراحه، مهدداً بإحالة المخطوفين إلى محكمة عسكرية وتلفيق تهمة التعامل مع الوحدات الكردية لهم، ما سيعني زجهم في سجون الفصائل بشكل مباشر وتعرضهم لأشد أنواع التعذيب، وفق ما أوضحته المصادر.
وتشهد منطقة عفرين مؤخراً، تصاعداً كبيراً في وتيرة عمليات الخطف التي تطال سكانها الأصليين سواء المقيمين داخل مدينة عفرين، أو في الأرياف المحيطة بها، حيث شهد الأسبوع الماضي سلسلة عمليات خطف طالت ما يزيد عن /12/ شخصاً بينهما اثنين تم اختطافهما من داخل أحد مساجد قرية “ميركان”، فيما تم اختطاف الباقين من داخل قرية “كولكو” التابعة لناحية “معبطلي”.
وحسب معلومات أوردتها عدة مصادر وتقارير متطابقة موثوقة الصحة، فإن عدد المدنيين الذين اختطفهم مسلحو الفصائل المدعومة تركياً على اختلاف مسمياتهم، “الجيش الوطني- فرقة الحمزة- جيش الشرقية- السلطان مراد…”، خلال شهر حزيران الماضي، بلغ على وجه التحديد /56/ شخصاً، بينهم /12/ شخصاً تم الإفراج عنهم مقابل مبالغ مالية كبيرة دفعها ذويهم، فيما لُفّقت تهمة التعامل مع الوحدات الكردية إلى /9/ منهم ما استدعى نقلهم إلى السجن المركزي التابع لفصيل “الشرطة العسكرية” في مدينة إعزاز، في حين ما يزال مصير باقي المخطوفين مجهولاً.
وأوضحت المعلومات أن المخطوفين الـ /52/ تم اختطافهم من مختلف أنحاء منطقة عفرين، سواء من المدينة أو من باقي النواحي التي تتبع لها وخاصة: “بلبل، راجو، شرّان، معبطلي، جنديرس”.
مصادر “أثر برس” في جنديرس، أكدت أن عدداً كبيراً من المختطفين الذين تم الإفراج عنهم، وصلوا إلى ذويهم وقد تلقوا أذىً جسدياً كبيراً جراء عمليات التعذيب والضرب المبرح التي تعرضوا لها خلال فترة خطفهم، ونقلت المصادر عن والد أحد المخطوفين المطلق سراحهم قوله: “رغم أنني وافقت منذ اللحظة الأولى لاتصال التفاوض من قبل المسلحين، على دفع الفدية المالية المترتبة علي لقاء إطلاق سراحه، إلا أنهم عمدوا إلى مماطلتي لأكثر من يومين تلقى ابني خلالهما أشد أنواع التعذيب والتنكيل والضرب بالسياط و(الجنازير)، ووصل إلينا في حالة يرثى لها”.
تجدر الإشارة إلى أن معلومات شبه مؤكدة لـ “أثر برس”، كانت قد أفادت بأن الحصيلة الإجمالية لعدد المدنيين الذين تم اختطافهم منذ دخول القوات التركية والفصائل الموالية لها إلى منطقة عفرين في شهر آذار من عام 2018 ضمن العملية التي سميت آنذاك بـ “غصن الزيتون” وهي التسمية التي أطلقت فيما بعد على الفصائل التي شاركت بالعملية، بلغت منذ ذلك الحين ما يقارب الـ /3500/ شخصاً عدد كبير منهم ما يزال مصيرهم مجهولاً، فيما أكدت المعلومات وجود عدد كبير من الأطفال والنساء والشيوخ ضمن قائمة المخطوفين.
زاهر طحان – حلب