خاص || أثر برس قُتل مسلح وأصيب تسعة آخرون بجروح خطرة، كما جُرح عدة مدنيين، جراء اقتتال داخلي جديد اندلع مساء أمس الثلاثاء بين مجموعتين تابعتين لفصيل “فيلق الشام” الموالي لتركيا، في قرية “ميدانكي” التابعة لمنطقة عفرين، والخاضعة لسيطرة فصائل أنقرة بريف حلب الشمالي.
ووفق ما نقلته مصادر محلية لـ “أثر”، فإن الصراع بدأ بعد خلاف نشب بين المجموعتين، خلال عملية توزيع وجبات الإفطار على مسلحيهما داخل أحد المقرات المشتركة في قرية “ميدانكي”، حيث اعترض أفراد المجموعة الأولى على قلة عدد الوجبات الواصلة إليهم، مقارنة بما وصل لمسلحي المجموعة الثانية ومطالبتهم بتسلم الوجبات الناقصة فوراً، الأمر الذي أدى إلى خلافات ومشاحنات تطورت إلى حد إشهار السلاح وإطلاق الرصاص عشوائياً داخل المقر.
وتطور الصراع لينتقل إلى خارج المقر، حيث استقدمت كل مجموعة تعزيزات عسكرية من باقي مسلحيها المنتشرين في محيط القرية، لتندلع إثر ذلك اشتباكات عنيفة داخل القرية، استخدم الجانبان خلالها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالتزامن مع تنفيذهما عمليات قصف متبادلة بقذائف الهاون التي استهدفت المقرات الخاصة بكل مجموعة، سواء داخل القرية أو في محيطها.
ورغم كل محاولات كبار قياديي “فيلق الشام” لوقف الاقتتال، إلا أنه استمر لأكثر من ساعتين، عاش خلالهما أهالي قرية “ميدانكي” في حالة من الرعب نتيجة القذائف التي كانت تسقط بين حين وآخر فوق منازلهم، قبل أن يتدخل مسلحو ما يسمى بـ “قوات فض النزاع” بدعم من الشرطة التركية، ويتمكنوا من وقف الاقتتال مع حلول الساعة الثامنة والنصف من ليلة أمس.
وأوضحت مصادر “أثر” بأن الاشتباكات أسفرت بدايةً عن إصابة عشرة مسلحين بجروح معظمها خطرة، قبل أن يلقى أحد المسلحين مصرعه متأثراً بجراحه في وقت لاحق، كما تعرّض عدة مدنيين لإصابات طفيفة، في حين تسببت الاشتباكات والقذائف التي تخللتها، بإلحاق أَضرار مادية كبيرة بمنازل وممتلكات الأهالي القاطنين في “ميدانكي”.
وتسود حالة من الهدوء الحذر في القرية منذ توقف الاشتباكات ليلة أمس، وسط محاولات حثيثة من كبار قياديي فصائل أنقرة والضباط الأتراك، لمنع تجددها وخاصة في ظل عزم المجموعة التي ينتمي إليها المسلح المقتول، الأخذ بثأر قتيلها.
وتشهد مناطق سيطرة مسلحي فصائل أنقرة في شمال حلب بين الحين والآخر، صراعات واشتباكات عنيفة، غالباً ما تتركز أسبابها الرئيسية حول الخلافات على تقاسم المسروقات وملكية المنازل والأراضي المستولى عليها من المدنيين، فيما تعد اشتباكات الأمس، الأولى من نوعها على صعيد حدوث مثل تلك الاشتباكات العنيفة بسبب توزيع الطعام، الأمر الذي يعكس مجدداً حجم حالة الانقسام والخلافات والتناحرات الكبيرة فيما بين مسلحي فصائل أنقرة.
زاهر طحان – حلب