بالتزامن مع تفاقم أزمة المهاجرين عند الحدود البيلاروسية ـ البولندية، فرضت الولايات المتّحدة وبريطانيا والاتّحاد الأوروبي وكندا عقوبات اقتصادية جديدة على بيلاروسيا لارتكابها “انتهاكات متكرّرة لحقوق الإنسان” واستقدامها مهاجرين ودفعهم إلى حدودها مع الاتحاد الأوروبي.
حيث قال الحلفاء في بيان مشترك: “ندعو نظام (ألكسندر) لوكاشنكو مجدّداً إلى التوقف الفوري والكامل عن تنظيم موجات هجرة غير قانونية عبر حدوده مع الاتحاد الأوروبي”، حسب موقع “مهاجر نيوز”.
وقالت بريطانيا إنها فرضت عقوبات على 8 أفراد بيلاروسيين مسؤولين عن قمع اللاجئين وارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان، بحسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
كما جمّدت أصول شركة “OJSC Belaruskali”، أحد أكبر منتجي أسمدة البوتاس في العالم، وتُعد مصدراً رئيساً لإيرادات حكومة بيلاروسيا.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزارة الخزانة الأمريكية حددت 3 طائرات على أنها ممتلكات محظورة، وأدرجت 32 فرداً وكياناً، من بينها شركات تملكها حكومة بيلاروسيا، ومسؤولون حكوميون، وأشخاص يسهمون بدعم قمع الحريات.
من جهته، وسّع الاتّحاد الأوروبي رسمياً الخميس قائمة عقوباته على بيلاروسيا لتشمل 28 مسؤولاً وكياناً بما في ذلك شركة الطيران الوطنية بيلافيا.
وتحتوي القائمة الأوروبية السوداء التي أضيف إليها 17 مسؤولاً و11 كياناً أسماء 166 شخصية بيلاروسية في مقدّمها الرئيس لوكاشنكو واثنان من أبنائه، بالإضافة إلى 15 كياناً مرتبطاً بنظامه.
ومن أبرز الكيانات التي استهدفتها العقوبات الأوروبية كما الأمريكية شركة السياحة الحكومية البيلاروسية “تسينتركورورت” المتّهمة “بلعب دور رئيسي” في تنظيم عبور المهاجرين إلى الاتّحاد الأوروبي.
وفي السياق، رحّبت وارسو بهذه العقوبات الجديدة، حيث قال نائب وزير الخارجية البولندي مارسين برزيداتش في تغريدة على تويتر: “عقوبات الاتّحاد الأوروبي الشديدة تتزامن مع العقوبات الأمريكية الشديدة، وقد استحقّتها مينسك بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، والأعمال العدوانية التي قامت بها والعملية الهجينة التي قامت بها عند الحدود بين بولندا وبيلاروسيا”.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، وثّقت في 24 من تشرين الثاني الماضي، دفع حرس حدود بيلاروسيا لاجئين لمحاولتهم دخول بولندا، مؤكدةً أن معظم المحاولات تنتهي بإعادة اللاجئين قسراً إلى بيلاروسيا وتعرضهم للمزيد من الانتهاكات.
وبحسب وسائل إعلام بولندية فقد لقي ما لا يقلّ عن 10 أشخاص حتفهم في هذه المنطقة الحدودية، ووفقاً لأحدث حصيلة نشرتها المفوضية الأوروبية في نهاية تشرين الثاني، فقد وصل من بيلاروسيا إلى أراضي الاتحاد الأوروبي في 2021 ما يقارب 8 آلاف مهاجر يتوزّعون على 4285 مهاجراً في ليتوانيا و3255 في بولندا و426 في لاتفيا.