طلب الأردن من الولايات المتحدة الأمريكية نشر منظومة الدفاع الجوي “باتريوت” لتعزيز الدفاع عن حدوها، بالتزامن مع تصاعد التوترات عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري في تصريحات للتلفزيون الأردني: “إن الطائرات المسيّرة، باتت تشكل تهديداً كبيراً للأردن وطلبنا من الولايات المتحدة تزويدنا بمنظومة مقاومة لها في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التوتر والصراع”.
وأفاد مسؤولون أردنيون بأن بلادهم تشعر بقلق متزايد من أن القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من الشهر الجاري، يمكن أن يتحول أيضاً إلى صراع أوسع نطاقاً.
ويتزامن الطلب الأردني المتعلق بالحصول على دعم عسكري من الولايات المتحدة الأمريكية، مع التصعيد الحاصل في فلسطين، إذ أعلنت واشنطن تقديم الدعم العسكري اللازم للكيان الإسرائيلي، وقال في هذا الصدد، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: “نريد أن نتأكد أن إسرائيل لديها كل ما يلزم للدفاع عن نفسها”.
تعاون دفاعي أمريكي- أردني:
منذ آذار 2021 تجمع الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، اتفاقية تعاون دفاعي، وتنص بنود على السماح للقوات الأمريكية بحيازة وحمل الأسلحة على الأراضي الأردنية أثناء تأدية مهامها الرسمية، وتوفير الأردن جميع المرافق والمناطق المتفق عليها للولايات المتحدة من دون إيجار أو تكاليف مشابهة، والسماح لقوات الولايات المتحدة وأفرادها بالدخول إلى الأراضي الأردنية والخروج منها والتنقل بحرية، وفق ما نقلته قناة “الجزيرة”.
كما تسمح الاتفاقية للطائرات والمركبات والسفن التي يتم تشغيلها بوساطة القوات الأمريكية عنها بالدخول إلى الأراضي الأردنية والمياه الإقليمية الأردنية والخروج منها والتنقل بحرية فيها من دون إبراز جوازات سفر أو تأشيرات لدخول وخروج الأفراد العسكريين والمدنيين المتعاقدين مع الجيش الأميركي من وإلى الأراضي الأردنية.
انتقادات الداخل الأردني
تعرضت هذه الاتفاقية لاعتراضات عدة من قبل نواب أردنيين، وأكد حينها النائب الإسلامي صالح العرموطي أن “اتفاقية التعاون الدفاعي” تعد “مخالفة للدستور والقوانين، وتنتقص من السيادة الأردنية”، موضحاً أن هذه الاتفاقية منحت حصانة مطلقة لقوات وأفراد الولايات المتحدة، مع التنازل عن جميع المطالبات وعدم الملاحقة قضائياً أو المساءلة عن أي ضرر أو فقدان أو تدمير ممتلكات أو وفاة أو إصابة ترتكبها القوات الأمريكية على الأراضي الأردنية.
في حين رد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على هذه الانتقادات بقوله: “هذه الاتفاقية لا تمس سيادة الأردن”.
التعاون لم يُقتصر على هذه الاتفاقية
في آب 2023 زار رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي مارك ميلي، الأردن في زيارة غير معلنة، والتقى ملك الأردن عبد الله الثاني، وبحث الجانبان سبل تطوير الشراكة بين الأردن والولايات المتحدة في مجالات الدفاع، كما تناولا الجهود الدولية في محاربة الإرهاب ضمن نهج شمولي.
دعم عسكري أمريكي للأردن ومساعدة أردنية أمنية للكيان الإسرائيلي
في نيسان 2022 نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية مقالاً لأستاذ الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب “إيال زيسر” أكد فيه أنه “لايوجد لإسرائيل بديل عن التعاون الأمني والعسكري مع الأردن، سواء كانت العلاقات تمر في شهر عسل أم في أزمة”، موضحاً أن “التعاون الأمني والعسكري الوثيق بين الجيش والأمن الأردني وإسرائيل يتناقض تماماً مع الخط العدائي الذي يتبناه الرأي العام في المملكة”.
وأضاف “زيسر” أن “العلاقات مع الأردن تستند إلى مصالح أمنية واقتصادية تمثل ذخراً كبيراً لإسرائيل، وتحديداً اعتماد النظام الأردني في تأمين حدودنا الشرقية من خطر الإسلام المتطرف وإيران، فضلاً عن أن هذا التعاون يمثل مصلحة وجودية للأردن من الطراز الأول”، مشيراً إلى أن “نظام الحكم في عمّان يسمح للجمهور الأردني بالتعبير عن مواقفه العدائية تجاه إسرائيل، بهدف تنفيس غضب هذا الجمهور وردة فعله على الضائقة الاقتصادية التي يعيشها وغياب الديمقراطية، حتى لا يتوجه الغضب إلى النظام نفسه”.
يذكر أنه بعد أسبوع من القصف الإسرائيلي المكثّف على قطاع غزة، توجه الآلاف من الأردنيين إلى الحدود الأردنية- الفلسطينية، وذكر نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي أن عدداً من المتظاهرين سلكوا طرقاً مختلفة لتفادي الحواجز الأمنية التي أقامتها أجهزة الأمن الأردنية لمنعهم من الوصول إلى المنطقة الحدودية، لكن الأمن الأردني أطلق عليهم قنابل مسيلة للدموع بكثافة بهدف تفريقهم.
يشار إلى أن الأردن يمتلك أطول حدود مع فلسطين المحتلة، إذ يبلغ طولها 238 كيلومتراً، وعليها معبران هما جسر الشيخ حسين ومعبر وادي عربة.