أثر برس

عن انتشار “المسلسلات المعرّبة”.. ناقد فني لـ”أثر”: هذه الأعمال تتعامل باحترام مع الفنان وتوفر له الاسترخاء

by Athr Press G

خاص || أثر برس انتشرت المسلسلات المعرّبة “النسخ العربية من المسلسلات التركية” بكثرة في الساحة الفنية، والتي تكون متطابقة معها بالأحداث والبناء الدرامي، حتى بأماكن التصوير في تركيا، وأيضاً بالإشراف والإخراج التركي.

ومنذ بداية عرض هذه الأعمال، غزت جماهريتها وتحولت إلى “تريند” في الخليج العربي ولبنان وسوريا، خاصة المشاهد التي تحتوي على القُبل، ما يجعل مقاطعها رائجة على السوشال ميديا، ليصبح المشاهد حكماً، إما أن يتقبل هذه المشاهد أو أن يرفضها.

صنف النسخ المكررة!

وعلى الرّغم من أنّ المسلسلات المعرّبة لا تتماشى مع العادات والتقاليد الخاصّة بمجتمعنا السّوري، لكنّها أصبحت مطلوبة، وفي هذا السياق يتحدث الصحفي والناقد الفني عامر فؤاد عامر لـ “أثر”: “في البداية أودّ لفت الانتباه إلى أنّ الأعمال المشار إليها؛ هي ليست من صنف الأعمال المعرّبة، بل من صنف النّسخ المكررة، وهو خطأ شائع وقعت به وسائل الإعلام”.

وتابع شارحاً: “الأعمال المعرّبة تخضع لسلسة من المعالجة ليس من السهل القيام بها، مثل المسلسل السوري “جواد الليل”، المعرّب عن الرواية العالمية “أحدب نوتردام”، بينما الأعمال المنسوخة أو النّسخ المتكررة عن مسلسل تركي مثلاً؛ هي فقط تعتمد على تبديل الممثّلين الأتراك بآخرين من سوريا ولبنان على سبيل المثال، وعلى تبديل اللغة من التّركيّة إلى اللغة العربيّة فقط، وإن تصادف وكان هناك عمل اختلف السيناريو فيه قليلاً عن النسخة الأساسيّة، كما حصل في مسلسل “الثمن”، فهو ليس بالتعريب، لأنّ التعريب يعني معالجة جديدة للقصة، وبناء حكائي يتلاءم والمجتمع، الذي ستعرض شاشاته ومنصاته العمل الدرامي، فتحذف الكثير من خلفيّاته وأساسياته، ويضاف لها ما يتناسب مع البيئة والمجتمع وثقافة وهموم وتقاليد الجمهور”.

وأضاف عامر: هناك عيب واضح في هذه الأعمال هو أنّ كادر الإخراج من مخرجيين وفنيين هم من الأتراك، فكيف سنرى عملاً عربيّاً يخرجه الأتراك! بالتأكيد سنرى عملاً على مقاساتهم هم وليس على مقاسات الجمهور العربي.

وحول موضوع الطلب عليها، يرى عامر السبب، باختصار أنّ الجهات المنتجة تفرد اهتماماً ووقتاً لهذا الصنف من الأعمال حتّى تبقى جاذبة للشريحة الأكبر من الجمهور، لاسيّما جمهور الدراما المدبلجة من اللغة التّركيّة إلى اللغة العربيّة، فمع ظهور المنافس الجديد والمستقطب للجمهور في كلّ مكان مثل شبكة “نتفليكس” أو “أتش بي أو”، بات الجمهور يلتفت ويذهب إلى رؤية جديدة في العروض والمسلسلات، لذلك كان الحلّ السريع عبر استخدام هذه النسخ المكررة ولكن بلغة عربيّة، أو بالأصح باللهجات المحكيّة الأكثر قبولاً لدى الجمهور، كاللهجة السوريّة.

وعن سبب الإقبال على متابعتها من قبل الجمهور، يقول عامر: عندما نضخّ إعلاميّاً أيّ مادّة ونركّز عليها في ساعات الذروة، ونفسح المجال لقبولها من المتلقي، كبيراً كان أم صغيراً، سيتشوّق الجمهور لرؤيتها، لا سيما الجيل الجديد، الذي لم ير أعمال دراميّة حقيقيّة قبل ذلك.

ثقافة الفقاعات والتزييف!

التأثيرات السلبية لهذه الأعمال على المتلقي، بيّنها عامر بالقول: لا بدّ أنّها تساهم في تسطيح الفكر، وفي إبعاد الناس عن قضاياها الأساسيّة والمهمّة، إذّ يبقى التركيز على الأثاث الفاخر، والأماكن الفخمة، والسيارات الفارهة، وقصص الحبّ المؤثرة في الوجدان، والألوان الصارخة.. وغيرها من التفاصيل التي تشغل العين، وتأخذ التفكير إلى أن الحياة الحقيقيّة هناك، وليست في بيوتنا ولا في أحيائنا ولا شوارعنا ولا مدننا ولا قضايانا، مع الأسف الشديد تؤثر كثيراً، وتبدل ثقافة حيّة بثقافة الفقاعات والتزييف.

الأعمال المحليّة فقدت آلية التعامل:

وحول رغبة الفنانين العمل فيها، وهل فقط لأسباب مادية؟ أجاب عامر: السبب المادي هو السبب الرئيس المسيطر على فكرة مشاركة الفنان في هكذا نوع من الأعمال، بالإضافة إلى التعامل المحترم، من لحظة خروجه من بيته إلى المطار، ونزوله من الطيارة، وسكنه في الفنادق ذات الخدمة الممتازة، وبالتالي التعامل معه على أنه مبدع حقيقي ويحتاج لراحة واسترخاء حتّى يقدم أفضل ما لديه لأدوار غالباً ما تكون بسيطة وخفيفة بالمفهوم الدّارج، لكن كلّ ذلك يترك أثره المقبول عند الفنّان خاصّةً وأن الكثير من أعمالنا المحلية فقدت هذه الآليّة في التعامل وهذا الاحترام، مع الآسف.

سحب الفنانين من الأعمال السوريّة:

تعمل هذه الأعمال على سحب الفنانين من الدراما السوريّة الخالصة، وتشغلهم بأعمالها، وبالتالي ستغيبهم على مائدة المشاهد الفنيّة السوريّة، وهذا ما حصل مع سلافة معمار وقيس الشيخ نجيب.

 

أمير حقوق

اقرأ أيضاً