عاد الحديث عن مسار التقارب السوري- التركي إلى الساحة الإعلامية مجدداً، وذلك بعد غياب الحديث عن أي مستجدات أو تطورات بخصوصه منذ أسابيع عدة.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، يوم الخميس 31 آب الفائت، أن “موضوع الانسحاب التركي من الأراضي السورية وحتمية حصوله كشرط لا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة”.
من جهته، قال كبير مستشاري الرئيس التركي، السفير عاكف تشاغاطاي قليتش: “إن اللقاءات مع الحكومة السورية مستمرة على مستويات مختلفة”، موضحاً أن هناك ملفات عالقة تعيق الوصول إلى لقاءات بأعلى مستوى، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر: “تركيا تريد السلام بصدق، لكن لدينا ما نعده نقاطاً حساسة، فلا يمكن تصور أن نغادر سوريا من دون ضمان أمن حدودنا وشعبنا، وأظن أن الرئيس السوري بشار الأسد سيتصرف بعقلانية أكثر في هذا الموضوع”.
أما فيما يتعلق بالأطراف الوسيطة في المسار أكد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي أجراه مع نظيره السوري فيصل المقداد: “إن إقامة علاقات بين سوريا وتركيا على أساس حسن الجوار واحترام سيادة سوريا تخلق مناخاً إيجابياً في المنطقة”، مشيراً إلى أن الاجتماعات الرباعية بين سوريا وروسيا وإيران وتركيا طرحت أفكاراً إيجابية عن احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن “مسودة خريطة الطريق لتطبيع العلاقات السورية- التركية قيد الدراسة، والاتصالات جارية للوصول بها إلى وضع مقبول عموماً”، موضحاً “لقد سلمنا مسودة خريطة الطريق تتعلق بتطبيع العلاقات السورية التركية إلى جميع زملائنا في حزيران من هذا العام، وهي الآن قيد الدراسة، والاتصالات جارية بخصوصها” وفق ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية.
وجاء تصريح لافروف، بعد يوم واحد من لقاء جمعه مع نظيره التركي حقّان فيدان، وكان حاضراً في هذا الاجتماع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووفق وسائل إعلام روسية فإن شويغو تطرق في هذا الاجتماع إلى مسار التقارب السوري- التركي، وعلّق على الاجتماعات التي أُجريت بين سوريا وتركيا: “إن هذه الاجتماعات هي الأولى في تاريخ تركيا وسوريا، إذ يجتمع رؤساء الإدارات العسكرية ورؤساء أجهزة المخابرات لحل القضايا العملية والأرضية والإنسانية القصوى”.
يشار إلى أنه في اجتماع أستانة 20 بتاريخ 20 و21 حزيران الفائت، أعلنت كل من سوريا وتركيا وإيران وروسيا، الاتفاق على “خريطة الطريق” للتقارب بين الجانبين.