خاص || أثر برس تشهد أسواق حلب بشكل عام، حركة إقبال متوسطة من قبل الأهالي وخاصة على صعيد شراء ألبسة عيد الفطر، في ظل تصادف جملة من العوامل المؤثرة التي اتفقت معاً على إضعاف الحركة الشرائية للمواطنين والحد منها بشكل كبير.
ووفق ما رصده مراسل “أثر” في حلب خلال جولة على عدة أسواق في المدينة، مثل أسواق “شارع النيل، والموكامبو، والفرقان، وسيف الدولة”، لوحظت حركة مقبولة نظرياً قبيل أيام قليلة من عيد الفطر، يمكن القول أنها متوسطة تقريباً، إلا أن الحديث هنا عن حركة الأهالي وتجولهم في الأسواق، بعيداً عن موضوع الشراء والتسوق الذي يتخلل تلك الجولات عادةً.
وأشار عدد من أصحاب محال بيع الألبسة خلال حديثهم لـ “أثر” إلى أن حركة الأهالي في الشوارع على توسطها، لا تعكس حجم القوة الشرائية للأسواق بالمطلق، منوهين أن نسبة كبيرة ممن يقصدون الأسواق، تتمثل غايتهم في المشاهدة وجسّ نبض واقع الأسعار دون الشراء، وخاصة على صعيد الألبسة الرجالية والنسائية، بينما يتحسن الواقع الشرائي قليلاً لناحية ألبسة الأطفال، للحفاظ على أدنى متطلبات “فرح العيد” الذي يتمثل بالدرجة الأولى في فرح الأطفال بشراء ألبسة جديدة.
واقع البيع والشراء في المحال التجارية، لم يختلف كثيراً عما هو الحال في “البسطات” المنتشرة ضمن بعض أحياء المدينة، إلا أنه يعتبر -إلى جانب الأسواق الشعبية كـ “التلل” و”سد اللوز”- أفضل حالاً مقارنة مع سابقه، كون الأسعار في البسطات والأسواق الشعبية على ارتفاعها وبعدها عن جيوب الأهالي، تعد أكثر مهاودة مما هي عليه في المحال التجارية المعروفة.
وأرجع عدد من التجار أسباب تراجع القوة الشرائية وضعف الإقبال على الأسواق في وقفات العيد، إلى سببين رئيسيين وثالث فرعي، يتقدمهم الغلاء الفاحش الذي يضرب أسعار الألبسة الجاهزة مؤخراً على اختلاف أنواعها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فسعر “البيجاما” النسائية من الجودة المتوسطة والصناعة المحلية، تجاوز خلال الأيام الماضية عتبة 50 ألف ليرة سورية، بينما الحذاء النسائي أو الرجالي من الجودة ذاتها فتراوح سعره ما بين 50 و75 ألف ليرة.
وقال التجار إن النسبة الأكبر من الأهالي، باتوا يفضلون -في ظل ضعف قدرتهم الشرائية مقارنة مع أسعار الألبسة المرتفعة- شراء المواد الغذائية الرئيسية اللازمة لبيوتهم، كونها الأكثر ضرورة من اللباس والأمور الثانوية الأخرى.
السبب الثاني وراء ضعف الحركة الشرائية مقارنة بالأعياد السابقة، أعاده التجار وفق قولهم لـ “أثر”، إلى مسألة أزمة المواصلات وصعوبة التنقل بين أسواق وأحياء المدينة، نتيجة ندرة “السرافيس” وباصات النقل الداخلي، وارتفاع أجور الركوب في “التكاسي”، بفعل أزمة المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها في السوق السوداء، والتي اقترب سعر ليتر البنزين فيها خلال اليومين الماضيين من 8000 ليرة.
كما تحدث بعض التجار الخبراء بالمهنة، عن وجود سبب ثالث لذلك التراجع، منوهين أنه أقل تأثيراً بكثير عن سابقَيه وحتى أنه يعتبر سبباً فرعياً مقارنةً بهما، إلا أنه لا يمكن إنكار وجود تأثيره، والحديث عن الأجواء المناخية المتقلبة: “حيث ما تزال هناك حالة تخبط واضحة حيال نوعية اللباس الذي سيقتنيه الزبائن للعيد، فالمناخ ما يزال غير مستقر، موجة ربيعية معتدلة، وأخرى صيفية، وبالعكس، وهذا الأمر جعل الأهالي في حيرة ما بين اقتناء ألبسة صيفية بحتة (نص كم وما إلى ذلك)، أو شراء الملابس الربيعية ذات الأكمام الطويلة، ورغم بساطة تلك المسألة، إلا أنه لا يمكن إنكار وجود تأثير لها على حركة الشراء في محلاتنا”، وفق قول أحد أصحاب محلات بيع الألبسة النسائية في حي الفرقان لـ “أثر”.
وأكد التجار أيضاً في حديثهم، على أن الحركة الحالية في أسواق حلب، على توسطها، تعدّ الأضعف من نوعها التي تعيشها المدينة منذ سنوات طويلة، بما في ذلك خلال فترة الحرب، حيث ورغم الأوقات العصيبة والخطورة التي كانت تعيشها المدينة، إلا أن الإقبال والحركة الشرائية كانت أفضل حينها بأشواط مما هي عليه حالياً، مختتمين حديثهم بأمل أن يتحسن الواقع الشرائي خلال اليومين القادمين، مع اقتراب حلول عيد الفطر بشكل أكبر، وبدء صرف المنحة الرئاسية التي صدرت للموظفين قبل أيام قليلة.
زاهر طحان – حلب