أثر برس

أوضاع الطقس والمعيشة والخدمات تلقي بظلالها على أجواء احتفالات ليلة الميلاد في حلب

by Athr Press G

خاص|| أثر برس خفت بريق احتفالات ليلة عيد الميلاد في حلب للسنة الحالية، مقارنة بما سبقه من سنوات، في ظل التأثر الكبير الذي بدا واضحاً في المدينة بفعل الأوضاع المعيشية والخدمية السيئة، إلى جانب ارتفاع تكاليف الاحتفال بشكل عام سواء على صعيد الزينة أم من ناحية قصد المطاعم والمقاهي.

ولم تشهد احتفالات السنة الحالية أجواء الزينة المعتادة التي لطالما كانت تتميز بها مدينة حلب، سواء عبر إنارة الشوارع وتزيينها بشرائط الإنارة الملونة أم بوضع أشجار الميلاد أمام مداخل الأبنية، أو حتى إنارة أشجار ميلاد عملاقة في الساحات العامة، لتقتصر زينة السنة الحالية على إضاءة شجرة وحيدة قرب كنيسة “الكلدان” عند مدخل شارع “الفيلات“، وعلى عدد محدود من شوارع المدينة، إضافة إلى بعض المطاعم والمقاهي التي زينت واجهاتها بشكل متفاوت وبأنواع مختلفة من الزينة.

وأرجع صاحب محل لبيع الزينة في حلب، أسباب انخفاض الإقبال على شراء بضاعته لسبب رئيسي، يتمثل في ارتفاع تكاليف الزينة بشكل كبير مقارنة بالسابق، وضرب مثالاً على صعيد سعر شجرة الميلاد الأصغر قياساً، والذي وصل مع لوازم زينة الشجرة إلى ما يقارب 75 ألف ليرة، مشيراً إلى أن تزامن ارتفاع الأسعار مع الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع تكاليف الحياة، جعل من مسألة شراء الزينة، مسألة معقدة للغاية وصعبة المنال على العديد من الأسر الحلبية.

ولجأت بعض العائلات إلى استخدام أشجار مستعملة من السنوات الماضية في تزيين منازلهم للعيد الحالي، بعد إجراء بعض الإصلاحات وترميم القطع التالفة من الزينة، لتخفيف المصاريف المترتبة على شراء شجرة جديدة، بينما عزف آخرون عن التزيين بشكل تام، مفضلين أن يدفعوا تكلفتها لشراء بضعة ليترات من المازوت تكفيهم لقضاء احتفال دافئ على الأقل داخل منازلهم، بعيداً عن “تنغيص” الأجواء الصقيعية التي تعيشها المدينة في الأيام الحالية.

بدورها الحفلات التي اعتادت حلب أن تحتضنها بشكل كثيف في سهرات ليلة الميلاد، خبا نجمها هي الأخرى في ظل غياب مطربي الصف الأول بشكل عام عن إحياء تلك الحفلات كما كانت العادة سابقاً، حتى خلال فترة ذروة الحرب في المدينة، لتقتصر حفلات السنة الحالية على عدد محدود جداً من المطاعم التي أعلنت عن حفلات يحييها مطربون محليون من أبناء المدينة فقط، وسط تسجيل وإقبال محدود وضعيف على حجوزات تلك الحفلات.

وفضّل معظم من التقاهم مراسل “أثر” في حلب، قضاء احتفال ليلة الميلاد في المنازل لأسباب عديدة، يتقدمها ارتفاع تكلفة الحجز في تلك الحفلات، إلى جانب الطقس البارد إلى حد التجمد الذي تعيشه مدينة حلب منذ بضعة أيام، والذي تجدر الإشارة إلى أنه يتزامن مع انعدام وسائل التدفئة بفعل التردي الكبير على صعيد الواقع الخدمي سواء من ناحية شبه انعدام التغذية الكهربائية، أم من ناحية شح المازوت وعدم وصول المدعوم منه إلى مستحقيه تزامناً مع ارتفاع سعره في السوق السوداء.

كما أثرت الأجواء الصقيعية على حركة الشوارع في مدينة حلب بشكل كبير، حيث لم تسجل سوى حركة محدودة عشية ليلة الميلاد من قبل الأهالي، والذي تحدوا تلك الأجواء والظروف الصعبة صباح اليوم، وقصدوا كنائس المدينة بشكل كثيف للمشاركة في الاحتفالات الدينية للميلاد، متدثرين بأمل حلول عيد ميلاد قادم يحمل معه الدفء والأمان ورغد العيش لأبناء مدينتهم، وللسوريين بشكل عام.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً