بعد ساعات من الهدوء الحذر، عادت الاشتباكات لتتجدد على محاور مدينة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي بين الفصائل المسلحة التابعة لأنقرة والتي تسعى للسيطرة على المدينة و”قوات سوريا الديموقراطية – قسد” التي لا تزال ترفض تسليم المدينة للجيش السوري لوقف التوغل العسكري التركي في شمال شرق سورية، تلك التطورات العسكرية امتدت غرباً بصورة أقل حدة، لتصل إلى الطرف المقابل من طريق الـ “M4” في ريف إدلب الجنوبي واللاذقية الشمالي، والذي يخضع لسيطرة “جبهة النصرة” وحلفائها، بصورة قد ترتبط بما يخطط له في الغرف المغلقة بين روسيا وتركيا.
حيث أفاد “المرصد” المعارض بمقتل 4 مسلحين من الفصائل المسلحة التابعة لأنقرة خلال اشتباكات مساء أمس إثر كمين نفذه عناصر “قسد” على أطراف قرية جهبل في ريف عين عيسى، بعد أن تمركزت مجموعة مسلحة من الفصائل الموالية لتركيا شمالي القرية.
وأضاف “المرصد” بأن تلك الاشتباكات تأتي وسط فصف تركي مكثف استهدف المحاور الشمالية للمدينة وسط غياب لسلاح الجو التركي والذي غالباً ما تستخدمه أنقرة أثناء عملياتها العسكرية في شمال سورية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تعقد فيه اجتماعات بين قيادات من الجيش السوري والروسي وممثلين عن “قسد” بهدف التوصل إلى اتفاق يقضي بتسليم المدينة إلى الجيش السوري، حيث قالت مصادر محلية في عين عيسى لـ “أثر برس” إن “الاجتماع الذي امتد لساعات يوم أمس انتهى دون التوصل لأي اتفاق واضح وذلك بسبب عدم قبول قسد بتسليم المدينة بشكل كامل للجيش السوري وإصرارها على بقاء مسلحيها ضمن أحياء المدينة بمحاولة لتكرار تجربة منطقة منبج في ريف حلب وهو ما ترفضه القيادة السورية”.
وتوحي خريطة الهجوم التركي الحالي الذي يستهدف جانبي البلدة الشرقي والغربي بمساعٍ تركية لتطويق مدينة عين عيسى من ثلاث جهات، لإسقاطها نارياً، وشلّ حركة “قسد” داخلها دون الدخول إليها مباشرة في محاولة للسيطرة على المدنية بأكبر قدر من “الهدوء” وتوخي الضجة الإعلامية في ظل تأكيد الإدارة الأمريكية الجديدة التي لم تتسلم مهامها بعد رفض التوسع التركي في الشمال السوري، وهو ما قد يفسر عدم إعلان تركيا عن العملية بشكل رسمي والاكتفاء بإعلان فصائلها عن بدئها.
في الطرف المقابل أفاد ناشطون معارضون باندلاع اشتباكات بين “جبهة النصرة وحلفائها” من جهة والجيش السوري من جهة أخرى إثر تسلل الأخير إلى مواقع الفصائل في محور حرش بينين بجبل الزاوية، ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين، ويأتي ذلك وسط قصف متقطع نفذه الجيش السوري على محاور ريف إدلب الجنوبي جنوب طريق الـ “M4”.
وفي سياقٍ متصل نفذت طائرات حربية روسية على محور كبانة بجبل الأكراد شمال اللاذقية بالقرب من “M4” ما أدى إلى مقتل مسلح وجرح آخرين وفق ما نقلت وسائل إعلام معارضة.
وكانت قد أكدت وسائل إعلام محلية دفع الجيش السوري بتعزيزات مكثفة إلى مناطق ريف إدلب الجنوبي خلال الأسابيع القليلة الفائتة.
يذكر أن الخبير الاستراتيجي الدكتور “كمال جفا” لم يستغرب في اتصال سابق مع “أثر برس” أن يكون هناك نوع مما اعتبره تفاهمات روسية-تركية في إطار اتفاق جديد يقضي بربط عمل عمل عسكري في إدلب للسيطرة على جنوب “M4” مقابل تسعير الجبهة في عين عيسى.