خاص|| أثر برس تقول مصادر من الجانب المصري لمعبر رفح خلال حديثها لـ “أثر برس” إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح إلا بدخول 5 من سيارات الإسعاف المقدمة من الحكومة الكويتية، في حين كان من المقرر أن تدخل 12 سيارة، مشيرة إلى أن المعلومات الأولية تشير لرفض قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول المشافي الميدانية إلى داخل قطاع غزة بما في ذلك المشفى الإماراتي التي أعلن عن نقله يوم أمس الأول من قبل الهلال الأحمر الإماراتي، وأن عملية إنشاء مشاف داخل القطاع لن تتم إلا بعد توقف العمليات القتالية بشكل نهائي وليس ضمن مرحلة الهدنة التي قد تدخل حيز التطبيق منتصف ليل الأحد وفقاً لبعض المعلومات.
وتؤكد مصادر طبية في قطاع غزة خلال حديثها لـ “أثر برس” أن النسبة الأكبر من العمليات الجراحية التي تجري في مشافي قطاع غزة، تنفذ من دون تخدير، وأن غالبية المصابين يتم تقديم ما يمكن من الإسعافات الأولية والخدمات الطبية على الأرض، إذ تتراوح نسب الإشغال في المشافي العاملة ما بين 200-250 بالمئة من القدرة الاستيعابية، مشيرة إلى أن عمليات استهداف ألواح الطاقة الشمسية المملوكة للمدنيين القاطنين في محيط المشافي يأتي بهدف منع الاستفادة منها في ظل انعدام الوقود، ولعل محاولات العدو إخراج القطاع الصحي عن الخدمة تأتي بهدف الإخلاء القسري لها، تمهيداً لقصفها.
ومع تأكيد مصادر صحفية عاملة في قطاع غزة، استهداف قوات الاحتلال لقافلة تابعة للصليب الأحمر الدولي يوم أمس، فقد تواصلت عملية نقل الجرحى والحالات الحرجة إلى الأراضي المصرية، وتقول الأرقام التي حصل عليها “أثر برس”، من مصادر حكومية في قطاع غزة إن عدد من خرجوا إلى الآن لم يزد عن 122 مصاب، مع تأكيد انخفاض مستوى الخدمات الطبية المقدمة لمصابي الأمراض المزمنة الذين ما زالوا في قطاع غزة بشكل كبير لدرجة تكاد فيه أن تكون معدومة.
المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، من مصادر صحفية مصرية، تشير إلى أن المشفى الميداني المقام في مدينة الشيخ زويد لاستقبال جرحى قطاع غزة لن يتسع لعدد كبير، فالمشفى المقام على مساحة 1300 متر مربع، يحتوي على أربع خيام لإقامة المرضى بسعة 20 سرير لكل منها، إضافة إلى وجود شاحنات وعيادات طبية متنقلة، ما يجعل الطاقة الاستيعابية للمشفى في أقصى حدودها لا تزيد عن 120 مصاب، ولهذا جنحت الحكومة المصرية إلى توزيع المصابين على مشافي في العريش والشيخ زويد، وحضرت نفسها لفتح أبواب مشاف أخرى في المحافظات المصرية القريبة إضافة إلى القاهرة، لكن الأمر لن يحل المشكلة الأساس، إذ لا يمكن استيعاب الأعداد الضخمة من مصابي القطاع والتي تزيد عن 25 ألف شخص.
ووصل عدد شاحنات التي حملت المساعدات الإنسانية إلى ما يقارب 720 شاحنة منذ بدء دخول المساعدات قبل 17 يوما، ما تزال حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمنع دخول الوقود نهائيا إلى قطاع غزة، وتشير التقديرات إلى أن المتوسط اليومي لعدد الشاحنات الداخلة إلى القطاع هو 39 شاحنة، أي ما يعادل نحو 5 بالمئة من حجم الشاحنات التي كانت تدخل القطاع بشكل يومي قبل 7 تشرين الأول الماضي.
وتقدر المصادر الحكومية في قطاع غزة أن المفقودين، والذين زاد عددهم حسب آخر إحصاء عن 3000 شخص، سيضافون إلى حصيلة الشهداء قريبا، وذلك بسبب انعدام القدرة على إخراجهم من تحت الأنقاض، أو فقدانهم ضمن شوارع تتعرض للنيران المباشرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتشير المصادر إلى أن القطاع الصحي في كل مناطق غزة في حالة انهيار مستمر إذا لم يتم التدخل سريعاً لوقف العمليات العدوانية على القطاع المحاصر.