أثر برس

فرنسا تفجّر فضيحة من العيار الثقيل.. طلاس و”لافارج” دعموا “داعش”

by Athr Press R

كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية أمس، عن فضيحة مدوية حول دعم الفرع السوري لشركة “لافارج” الفرنسية لصناعة الإسمنت والتي تقع بمدينة جلابيا شمال شرقي سوريا، لتنظيم “داعش” ما بين العامين 2013 و2014.

وتقدّر قيمة المصنع بحوالي 600 مليون يورو، ما جعله المشروع الأكثر أهمية في الاستثمارات الخارجية لشركة “لافارج”، وهي أضخم شركة إسمنتية في العالم، بعدما اقتنعت بسرعة ربحيته في سياق إقدام الحكومة السورية على فتح ميدان الصناعة الإسمنتية للمنافسة، في ظل الاحتياجات المتعاظمة للإسمنت في البلد.

وتماشياً مع القوانين السورية، اضطرت “لافارج” إلى منح نسبة من أسهم الشركة إلى المدعو “فراس طلاس”، وتم تعميد الشركة باسم “Lafarge Cement Syria”.

وما بين العامين 2013 و2014، عندما سيطر “داعش” على مدينة الرقة، وبعدها بلدة منبج التي تقع على بُعد 65 كيلومتراً شرق مقر المصنع، قامت إدارة “لافارج” الفرنسية، من مقرها الرئيس بباريس، بمحاولات شتى لضمان أمن المصنع وعماله وتأمين الطرق التي تسلكها الشاحنات منه وإليه.

وبحسب المصدر، فقد استعانت “لافارج” بخدمات شخص أردني يدعى أحمد جلودي، بعثته الإدارة إلى مدينة منبج مستهل العام 2013، ليتولى تأمين اتصالات مع مسؤولي “داعش” وأمرائه المتواجدين في الرقة المجاورة.

ورغم أن اسم جلودي لا أثر له في سجلات الشركة كمسؤول رسمي، فإن الرجل، حسب “لوموند”، كان يتوفر على حساب إلكتروني باسم “لافارج”، وكان المندوب الأساسي الذي يتولى ترتيب الأمور مع “داعش” ودفع “أتاوات” مقابل تصاريح مدموغة بطابع “الدولة الإسلامية”، تتيح لشاحنات المصنع المرور عبر حواجز “داعش” العسكرية، وأيضاً السماح لشاحنات الوقود بالوصول إلى المصنع وإمداده بما يكفي لضمان اشتغال الآلات والصهاريج الإسمنتية.

وقد حصلت الصحيفة الفرنسية على نسخ من رسائل إلكترونية متبادلة بين جلودي والمدير العام للفرع السوري لشركة “لافارج”، فريديريك جوليبوا، الموجود في العاصمة الأردنية عمان، وتتعلق بالتحويلات المالية اللازمة لرشوة تنظيم “داعش”.

وكانت الرسائل تصل أيضاً إلى مدير أمن الشركة في باريس، جان كلود فييار، ما يثبث أن إدارة “لافارج” كانت موافقة على التعاون مع “داعش” وتمويله بطريقة غير مباشرة عبر “الأتاوات”.

كما أكد تحقيق “لوموند” أن الشركة كانت تشتري البترول من تجار السوق السوداء الذين كانوا على علاقة بالتنظيم، وأيضاً بعض المواد الأولية اللازمة لصناعة الإسمنت، مثل الجبصين والبوزولان من مناطق محاذية لمدينة الرقة.

وذكرت الصحيفة أن شخصاً آخر يدعى “أحمد جمال”، وهو تاجر حرب من مواليد الرقة، كان الوسيط الأساسي بين جلودي ومسؤولي “داعش”، بالإضافة إلى شخص آخر يدعى محمود الخالد كان يتولى منصب مدير الإنتاج بمصنع جلابيا.

واستنتجت الصحيفة أن تفاهمات “لافارج” مع “داعش” كانت تمر عبر قناة ثلاثية: محمود الخالد (مدير الإنتاج) وأحمد جمال (المموّن الرئيس) وعمرو طالب (المنسق المالي)، مؤكدة أن هذا الثلاثي واصل التعاون مع “داعش”، إلى حدود 19 أيلول 2014، حين استولى التنظيم على مقر مصنع جلابيا، الأمر الذي دفع بالشركة إلى الانسحاب منه نهائياً، حيث قررت الشركة التخلي عن المصنع بشكل نهائي.

اقرأ أيضاً