نشرت صحيفة “الراي الكويتية” مقالاً للكاتب “إيليا ج. مغناير” تحدث فيه عن فشل “إسرائيل” في تدمير القوة الصاروخية لحزب الله والمقاومة في الدول العربية.
وقال الكاتب في مقاله، “خلال صيف 2006، تمكّنتْ “إسرائيل” من تدمير عدد كبير من مخزونات حزب الله الصاروخية ووحداته الإطلاقية، وفي ضاحية بيروت تم تدمير أكثر من 250 مبنى – بشكل رئيسي تضمّ مكاتب ومستودعات، ودُمرت قرى كاملة في جنوب لبنان، ومع ذلك لم تتمكّن إسرائيل من تحقيق أهدافها بسبب هزيمة قواتها البرية التي واجهت مقاومةً شديدة مَنَعَتْها من التقدّم إلى العمق اللبناني”.
وأكمل الكاتب أنه بعد مضي 13 عاماً فشلتْ أهداف السياسة الأمريكية وسياسة “إسرائيل” في المنطقة بتحقيق “شرق أوسط جديد” مما حال دون تحقيق أهداف رئيسية: “تغيير النظام في سورية، تقسيم العراق، وفرْض صفقة القرن على الفلسطينيين”، وقد ساعد الرفضُ الإسرائيلي لحلٍّ عادلٍ بقيام دولة فلسطينية في تحقيق وحدة الصف الفلسطيني للمرّة الأولى منذ أمد بعيد.
وأضاف الكاتب أنه ومع محاولة أمريكا إزاحة الرئيس بشار الأسد وتحويل سورية إلى دولة فاشلة يحكمها التكفيريون “داعش” و”القاعدة” الذين انتصروا على كافة الفصائل الأخرى وسيطروا عليها، أُجبر حزب الله وإيران وفصائل عراقية على المشاركة عسكرياً في بلاد الشام، وقد شاهدت أمريكا – حسب تصريح رئيس المخابرات الدفاعية الأمريكية الجنرال مايك فلن – نمو “داعش” وعلمت بنيته الإنتقال من العراق إلى سورية وراقبته بصمت. وكان تَدَخُّل “حزب الله” والجماعات العراقية والقوات الإيرانية في سورية والعراق لمنْع تدفق الجهاديين التكفيريين إلى لبنان وسورية والعراق وإيران.
وفشلت هذه الأهداف واستطاع حزب الله العمل في سورية واكتساب الخبرات القتالية والكلاسيكية، وقاتَلَ في مساحة 80 ألف كيلومتر مربّع بعدما كان يقاتل في مساحة ألف وخمسمائة كيلومتر مربّع فقط، وإخترع صاروخ بركان يحوي طناً من المتفجرات، وخبِر استخدام الطائرات المُسَيَّرة المسلحة، ودرّب الآلاف من القوات الخاصة وقاتَل قوات ومجموعات مستعدّة للموت ومتحمسة أكثر بكثير من الوحدات الخاصة الإسرائيلية، ونَشَرَ صواريخ دقيقة بعيدة المدى على طول الحدود السورية – اللبنانية لتخفيف الضغط على الداخل اللبناني، ونَسَجَ علاقة مميزة مع سورية وفلسطين لينصهر بأهدافهما.
ويختم الكاتب بالقول “نعم تتسلى إسرائيل في ضرب إهداف تكتيكية لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحب الدعاية والإعلام”، ولكن ما أن تتعافى سورية وتنظّم سلّم أولوياتها فإن النزهات الإسرائيلية ستتوقف.