تجري مفاوضات بين فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق مع الجانب الروسي، على مطالب عدة لدى للفصائل كل منها على حدة، رغم نفي الفصائل أياً مما يقال حول سير العملية التفاوضية.
وبحسب ماذكرته وسائل إعلام المعارضة، فإن فصائل “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” و”أحرار الشام” تفاوض على طرق إنسانية أو تجارية إلى مناطقها، فضلاً عن تخفيف التوتر، فيما نفى قياديون من الفصائل الثلاثة، أي مفاوضات تجري في الغوطة.
ولكن ما يجري على الأرض يبدو عكس ذلك، كما أن صفحة مركز حميميم على موقع الفيس بوك قالت أمس: “إن المركز توصل إلى اتفاق مع فصائل المعارضة بشأن الهدنة وتأمين إيصال قافلة إنسانية أممية جديدة إلى الغوطة”.
وأشارت الصفحة إلى أن “المركز أجرى مفاوضات هاتفية مع الفصائل، في إطار تحضير عمليات إنسانية جديدة للغوطة، فيما تتمحورت الصعوبات في المفاوضات على محاولة كل فصيل فرض شروطه الخاصة بالإجراءات المتبعة، لإدخال المواد الغذائية والطريق الذي ستسلكه القافلة”.
وفي تفاصيل أكثر حول مضمون المفاوضات، يفاوض “جيش الإسلام” على تأمين المساعدات وفتح طريق إلى دوما، إضافة إلى الالتزام بـ”تخفيف التوتر”، ومواجهة “هيئة تحرير الشام” في الغوطة.
المتحدث الرسمي باسم “هيئة أركان جيش الإسلام”، المدعو “حمزة بيرقدار”، قال لوسائل إعلام معارضة، إنه “لم يتواصل معنا أي أحد، هذا إن سلمنا أن هذه التصريحات رسمية”.
وأوضح بيرقدار، أن“الموضوع برمته أن هناك قوافل مساعدات أممية مخصصة لمناطق الغوطة الشرقية حسب خطة وضعت بالتنسيق مع الهلال الأحمر”، مشيراً إلى أن “القافلة ستدخل غداً إلى النشابية ضمن خطة القوافل والمناطق المخصصة”.
وزعم بيرقدار أن “وسائل الإعلام تحاول استغلال مثل هذه التصريحات”، قائلاً: “يريدون أن يظهروا أنهم الأم الحنون للشعب السوري ولأهالي المناطق، وللتغطية على دعمهم للنظام وعدم التزامهم بالاتفاقيات وهذا ما لا يخفى على أحد”.
أما “فيلق الرحمن” فيريد التفاوض على فتح طريق من حرستا إلى مناطقه في الغوطة، و”تخفيف التوتر” في جوبر والقطاع الأوسط، إضافة إلى خروج “تحرير الشام” من المنطقة، وفق المصادر لوسائل إعلام معارضة.
ونفى المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن”، وائل علوان أي مفاوضات بعد الثنائية في جنيف، في 16 آب الماضي، وقال: “إن الطرف الروسي لم يلتزم بما اتفق عليه”.
وأضاف أن “الإعلانات الرسمية وغير الرسمية التي سيوزعها الجانب الروسي، ما هي إلا سلسلة جديدة من الوعود والتعهدات الفارغة، وتأتي في هذا الوقت لتلميع مؤتمر سوتشي الذي أعلنت فصائل المعارضة مقاطعته وعدم التفاعل معه ومع نتائجه”.
الفصيل الثالث “أحرار الشام” يدير مفاوضات لفتح طريق تجاري من حرستا إلى مناطقه، وفق ماقاله ناشطون معارضين، إضافة إلى “تخفيف التوتر” في تلك المناطق.
إلا أن الناطق باسم “الأحرار” في الغوطة، منذر فارس، نفى المفاوضات، وقال لوسائل إعلام معارضة: “لايوجد أي محادثات تخص تخفيف التوتر أو غيرها، ولايوجد أي تواصل مع أي جهات، لازلنا مستمرين في معركتنا”.
وكانت الغوطة الشرقية انضمت إلى اتفاق مناطق “تخفيف التوتر”، المتفق عليه في محادثات أستانة بين الدول الضامنة الثلاث “تركيا وروسيا وإيران”.