أثر برس

سوقها أمام منزلها.. شابة بريف طرطوس “موظفة” في مؤسسة المياه صباحاً وبائعة خضار وفواكه مساءً!

by Athr Press G

خاص|| أثر برس على طريقتها الريفية البسيطة، أوجدت الشابة صبا محمود (33 عاماً) سوقاً لتصريف منتجات أرضها، حيث افترشت الطريق الرئيسية أمام منزلها في قرية سريغس في الدريكيش، بصناديق مرتبة بمحاذاة بعضها البعض تجذب المارين إليها لما تعرضه من أصناف فواكه ناضجة ومقطوفة بعناية في موسمها.

“سوق مجانية للرزق الحلال من دون استغلال التجار.. من الأرض إلى المستهلك من دون وسيط ولا ربح مضاعف يرهق جيوب المعتّرين”، بهذه الكلمات المقتضبة تختصر الشابة صبا في حديثها لـ”أثر” الهدف من إقامة “البسطة” أمام منزلها لتبيع المنتجات مباشرة للمستهلك، الذي يكون غالباً من المارين على الطريق الرئيسية وتجذبه الفاكهة الجيدة والمرتبة بعناية داخل الصناديق وعلى “الصواني” المعدنية.

حسب المواسم، تتغير الأصناف لتتصدّر الفاكهة الجديدة واجهة “البسطة” لتقصي الفاكهة التي باتت مستهلكة إلى الوراء، بدافع رغبة الناس بتذوّق الفاكهة الجديدة في بداية موسمها، وتضيف محمود: هناك زبائن يقصدون منزلنا في أول موسم أي نوع فاكهة ليشتروا من عندنا، لأنهم بعد أن جرّبوا مذاق الفاكهة على أصوله من دون رش مبيدات ولا هرمونات ولا غيرها، فإنهم يعودون مجدداً مع بداية كل موسم فاكهة.

بين خوخ، درّاق، جارنك، تفاح، تين، عنب، جوز، ورق عنب، أجاص، ليمون، تتنوّع المنتجات التي تعطيها صبا، وأهل زوجها الكثير من الاهتمام بعمليات الزراعة والسقاية وجني الثمار، لتكون مصدر الرزق الحلال الذين يعيشون من ورائه من دون تكبّد العناء، وتشرح محمود: نبيع المنتجات أمام المنزل بسعر الجملة، أي بسعر التكلفة مع هامش ربح بسيط جداً لقاء تعبنا طيلة العام في الزراعة والسقاية ورعاية الأشجار، مبينة أن البيع مباشرة عن طريق “البسطة” أمام البيت يخفف عنهم تكاليف أجور النقل بإيصال المنتجات إلى سوق الهال، كما يحررهم من استغلال التجار وعمولة سوق الهال، مبينة أنها هي أو حماها أو حماتها يبيعون وراء البسطة.

وعن الكميات التي تعطيها الأرض، بينت “محمود” أن الكميات جيدة وتختلف من نوع فاكهة إلى أخرى، مشيرة إلى أن زراعتهم تقتصر على الأشجار المثمرة ولا يوجد زراعات لخضراوات أرضية، لافتة في الوقت ذاته إلى أنهم يصنعون خل التفاح ويقومون ببيعه أيضاً.

ولا يقتصر بيع المنتجات على البسطة التي تشغل مكانها يومياً أمام المنزل في قرية سريغس، وإنما زملاء “محمود” في العمل يقومون بتوصيتها على بعض الأصناف التي تجلبها معها إلى عملها في مؤسسة المياه.

وتختتم “محمود” الأم لطفلة واحدة، بالتأكيد أن الحياة صعبة ويجب على المرء أن يجد طرقاً عدة للرزق الحلال الذي يعود بالفائدة عليه وعل غيره، مدللة بأنهم يبيعون المنتجات بسعر التكلفة الذي يجعل صاحب الدخل المحدود يشتري الفاكهة بسعر مقبول، وبدورهم يسترزقون “بنور الله”.

صفاء علي – طرطوس

 

اقرأ أيضاً