خاص|| أثر برس ارتفعت تكاليف الوفاة والجنازة أكثر من الضعفين عن السنوات الماضية وباتت من الأمور المكلفة لعائلة المتوفى، إذ باتت تكلفتها بالملايين، بحسب ما أوضحه عدد من الأشخاص لـ “أثر”.
يقول أبو محمد (موظف): “توفي أخي منذ قرابة الأسبوعين؛ وبعد أخذ وصد قررنا دفنه بمقبرة نجها في ريف دمشق الجنوبي؛ وعند سؤالنا عن الإجراءات قالوا لنا إنه يجب علينا دفع ثمن القبر سلفاً من قبل ذوي المتوفى لمكتب الدفن والمبلغ هو مليون و850 ألف ليرة إذا أردنا قبراً جديداً؛ أو 850 ألف ثمناً لقبر قديم يمكن فتحه”.
أما أم حسين التي تقطن في باب مصلى توفي زوجها منذ قرابة الشهرين واضطرت لدفنه في مقبرة باب الصغير، وشرحت لـ”أثر” أنها اضطرت هي الأخرى مجبرة ومكرهة لشراء قبر طابقي بسعر اقترب من المليونين فما بين حفر القبر وإكرامية العمال يصل المبلغ إلى المليونين (برياحة)، بحسب تعبيرها.
وبيّنت أم حسين أنها كانت تفضل قبراً عادياً وليس طابقياً ولكن نظراً للازدحام الحاصل على القبور اضطرت لدفنه بهذه الطريقة؛ فالناس بحسب ما قالته: “باتت تشتري القبر قبل وفاتها”.
بعد الوفاة
ما بعد الوفاة لا يشبه الجنازة أبداً فالتكاليف تصل إلى الضعف، بحسب ما ذكره صاحب إحدى الصالات (فضّل عدم الكشف عن اسمه)، إذ أوضح لـ”أثر” أن الفرق بين تكاليف الزواج والعزاء متقاربة جداً فضلاً عن تكاليف السفر التي تصرف في حال كان المتوفى من محافظة أخرى.
وأضاف: “ناهيك عن من يغسل المتوفى الذي يتقاضى 150 ألف ليرة، بينما كان العام الماضي يتراوح بين 80-100 ألف، وهناك تكلفة السيارة التي تنقل المتوفى والتي وصلت إلى 200-250 ألف ليرة، بحسب بعد المكان والذي ينادي على المايك يأخذ 50 ألف ليرة والذي يحفر القبر 100 ألف بينما كان العام الماضي يأخذ 50 ألف ليرة، وكذلك قارئ القرآن الذي تتراوح أجرته بين 500-700 ألف في اليوم وتزداد الأجرة كلما كان القارئ مشهوراً”.
وفيما يخص الإيجارات، قال صاحب الصالة لـ”أثر”: “إيجار الصالة يومياً مليون ونصف وتكون على فترتين صباحية ومسائية مع (مضيف القهوة المرة) الذي نحصل على أجرتها من أهل المتوفى بالاتفاق معهم، إضافة إلى المناديل وعبوات المياه هذه كلها تندرج على حساب أهل المتوفى؛ علماً أن أجرة الصالة في العام الماضي كانت مليون ليرة”.
وأضاف: “غالبية الصالات إن لم نقل جميعها تتقاضى على ثلاثة أيام التعزية ما يقارب 4 ملايين ونصف، وإيجار اليوم الثالث لا يتضمن تكاليف مأدبة غداء اليوم الأخير من العزاء والذي يطلق عليها (الختمة) ويقيمها ذوو المتوفى وتصل إلى نحو 5 ملايين ليرة على أقل تقدير إذا كان صنف الغداء متواضعاً (صفيحة مثلاً) لقرابة 70 شخصاً”.
وبحسب صاحب الصالة، فقد لوحظ مؤخراً تراجع الإقبال على استئجار الصالات سواء لمناسبات الأفراح أم للتعازي، إذ إنها “باتت للمقتدرين فقط”، أما من لا يستطيع فيستقبل المعزين في منزله أو يلجأ لإشادة خيمة في الحي الذي يقطن فيه.
والعام الفائت، رصدت مراسلة “أثر”، أسعار أكاليل الورد للعزاء، إذ سجلت ما يقارب 400 ألف، بينما تراوح سعر أكاليل الفرح بين 350 و500 ألف.
وعام 2022، أكد مدير مكتب دفن الموتى لإحدى الصحف المحلية، أن عدد القبور في العاصمة دمشق يصل إلى نحو 160 ألف قبر، ويصل عدد المقابر إلى نحو الـ30 مقبرة، بينما عدد حالات الوفاة السنوية تصل إلى 10 آلاف حالة وفاة على مدار العام، مضيفاً: “هناك 12 ألف قبر في مقبرة نجها، 4 آلاف منها جاهزة للدفن، و4 آلاف قبر أخرى قيد التنفيذ، و4 آلاف متبقية سيتم تنفيذهم في الفترة القادمة بالتعاقد مع إحدى مؤسسات القطاع الخاص”.
دينا عبد