بالتزامن مع الذكرى السنوية لسيطرة المجموعات المسلحة على محافظة إدلب السورية عام 2015، أحيت وسائل الإعلام المعارض، تلك الذكرى، بالحديث عن أبرز محطات المعركة، مشيرين إلى أنه وحسب مخططاتهم كان من المفترض أن تكون السيطرة على هذه المحافظة نقطة البداية لقلب الموازين في سوريا وكانوا يتوقعون أن يتم بعد هذا التقدم الذي حققوه انهيار خطوط الدفاع الرئيسية في الساحل السوري، إلا أن المتغيرات التي طرأت أفشلت كافة مخططاتهم.
موقع “عنب بلدي” المعارض تحدث عن أحد عوامل الفشل بقوله: ” تلاشى اسم جيش الفتح، وجرت اشتباكات بين أبرز مكوناته، تمثلت باشتباكات بين جبهة النصرة وحركة أحرار الشام في 2017 و2018، ودخول حركة نور الزنكي أيضاً على خط الاشتباكات ضد جبهة النصرة”.
من جهته، أفاد الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي، بأن المجموعات المسلحة لم تستطع في الواقع الحفاظ على مواقعها العسكرية أو الاستفادة من الأهمية الحيوية لمحافظة إدلب، إذ سرعان ما تفكك جيش الفتح في نهاية عام 2015، وأخفقت جميع المحاولات اللاحقة لترميمه أو إيجاد بديل له، مما أضعف القدرة على مواجهة الحملة العسكرية بشكل فعّال على مدينة حلب في عام 2016 وفقاً لما نقلته صحيفة “القدس العربي”.
وأضاف أنه “بعد 6 سنوات من التحرير تضاءل هامش استقلال قرار فصائل المعارضة وحتى جبهة النصرة التي أصبحت هيئة تحرير الشام لاحقاً، وبات أكثر ارتباطاً بالتفاهمات الدولية التي أصبح مستقبل إدلب يرتبط بها أكثر من أي عوامل أخرى محلية” مشيراً إلى أن “مع مستقبل إدلب أصبح مرهوناً بالدرجة الأولى بحفاظ روسيا وتركيا على نظام وقف إطلاق النار، الذي بمجرّد انهياره قد تعيد العمليات العسكرية رسم خارطة السيطرة من جديد لصالح أحد الطرفين”.
وأكد العاصي أنه لا يمكن أن نتغافل عن إصرار الدولة السورية على إعادة السيطرة على إدلب، وتنشيط الحركة التجارية بين الساحل وإدلب وحلب.
يشار إلى أن محافظة إدلب شهدت العديد من المعارك الضخمة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة وكان آخرها المعركة التي حدثت في بداية عام 2020 والتي انتهت باستعادة الجيش السوري للسيطرة على 80% من مساحة المحافظة والتوصل لاتفاق روسي-تركي يقضي بوقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة والحفاظ على الاستقرار على طريق M4 الدولي، في حين يستمر الجيش السوري برصد تحركات المسلحين للرد على خروقاتهم، حيث سبق أن أكد أنه على أتم الجاهزية للبدء بعمل عسكري باتجاه المحافظة وأنه بانتظار تلقي الأوامر من قياداته، وذلك وسط تشديد الدولة السورية على ضرورة استعادة السيطرة على كافة إدلب.