لم تتوقف التحركات بشأن إيصال الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر خط الغاز العربي الذي يمر من سوريا، وسط استمرار وجود العقبات التي تعرقل تنفيذ هذا المشروع.
وفي هذا الصدد، قال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، الأحد 1 أيار: “إن البنك الدولي لا يزال يجري مفاوضات بشأن تمويل استجرار الغاز المصري، وننتظر موافقته على الدخول بالمفاوضات المالية على شروط التمويل”.
وأشار فياض إلى أن “البنك لا يزال يجري مفاوضات على عدة أمور، من بينها الجدوى السياسية، ويهمنا أن يتم الأمر بأسرع وقت”، مؤكداً أن “عقود الغاز أصبحت جاهزة، وممكن توقيعها مع الأخوة في سوريا ومصر”.
وأوضح أن “البنك الدولي والإدارة الأمريكية يجب أن يؤمنا موافقتهما على التمويل”، لافتاً إلى أن “هذا المشروع يجمع بين الأخوة العرب، وهو أرخص ما يمكن أن نصل إليه في الكهرباء، فهو تقريباً نصف سعر الديزل الذي نستخدمه”.
وأضاف: “نحن مدينون لمصر على وقوفها إلى جانب لبنان، ومدينون للأردن وسوريا على إتمام نقل المادة إلى لبنان”، كاشفاً: “حصلنا سابقاً من وزارة الخزانة الأمريكية، على رسالة فحواها أنها مطّلعة على مشروعي جر الغاز والكهرباء عبر سوريا، وأن من خلال قراءتها لطريقة التعاقد، واستجداء سوريا لأتعابها على هذا الموضوع وهو أخذ جزء من الكهرباء وليس المال، تبين أن هذين العقدين لا يخضعان لأي من العقوبات الأمريكية المفروضة وفقاً لقانون قيصر مبدئياً، لكن هناك حاجة للإجابة على بعض الأسئلة من قبلالدول المعنية، ونحن أرسلنا الأجوبة”.
وكان فياض قد أجرى في 14 نيسان الفائت زيارة إلى مصر لبحث هذا الملف، كما أوضح سابقاً أن المرحلة الأولى من تنفيذ خطة الكهرباء “ستبدأ قريباً جداً”، كاشفاً عن تلقي آخر مسودة عن العقود فيما يخصّ الغاز المصري، في حين أوضح فياض أنّ الحصول على التمويل من البنك الدولي، “مرتبط بالحصول على الإعفاءات الأمريكية من تداعيات قانون قيصر”.
وفي السياق ذاته، سبق أن قال الخبير الاقتصادي وكبير الاقتصاديين في البنك الدولي سابقاً الدكتور نبيل سكر لـ”أثر”: “إنّ تأخر البنك الدولي في الموافقة على منح لبنان قرض مالي لتفعيل خط الغاز العربي تقف وراءه الولايات المتحدة الأمريكية المنشغلة الآن في الأزمة الأوكرانية”، مبيناً أنّ المشكلة الأساسية التي تعيق هذا المشروع هي العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على سوريا والمتمثلة بشكل خاص بقانون قيصر الأمريكي”، موضحاً أنّ إمكانية استثناء الولايات المتحدة لاتفاقيتي الربط الكهربائي وخط نقل الغاز العربي من العقوبات الأمريكية هو أمر غير واضح.
ومن الجانب السوري، فسبق أن أكد وزير الكهرباء السوري غسان الزامل في حديث لـ “أثر” أن سوريا انتهت من إعادة تأهيل خط الغاز العربي الذي يمر من أراضيها، وكذلك خط الكهرباء وهو جاهز فنياً في الوقت الحالي”، مشيراً إلى أن ورشات سورية من وزارة النفط قامت بفحص خط الغاز ضمن الأراضي اللبنانية أيضاً، وتم التأكيد من جهوزيته من الحدود الأردنية إلى لبنان.