أثر برس

قبيل تسلم بايدن.. تركيا تسعى لخلق واقع عسكري وسياسي جديد شمال سوريا

by Athr Press R

وسعت قوات الاحتلال التركي خلال الأيام الأخير نشاطها العسكري في مناطق الشمال السوري لتطال قذائفها مدينة تل تمر بعد أن قصفت خلال الأسابيع الأخيرة مدينة عين عيسى بمئات القذائف الصاروخية والمدفعية وسط اشتباكات بين قوات “قسد” وفصائل مرتبطة بأنقرة بغية اجتياح المدينة من قبل الأخيرة، كما صعدت الفصائل هجماتها على مدينة منبج شرقي حلب، دون أن تتمكن من إحراز أي تقدم، عقب إحباط قوات قسد موجات من الهجمات.

مناطق القصف التركي في أقصى شرق وغرب المنطقة التي احتلتها نهايات 2019 تحت مسمى “نبع السلام” تشير إلى نوايا تركية بتوسيع مناطق احتلالها في الشمال السوري.

مصادر تركية قالت لصحيفة “الشرق الأوسط” إن التصعيد العسكري الأخير في مناطق شمال وشرق سوريا، يهدف لتحقيق إنجازات على الأرض تضمن أنقرة من خلاله التأثير في العملية السياسية قبل تسلم إدارة جو بايدن مقاليد الحكم في واشنطن.

وأوضحت المصادر للصحيفة أمس السبت، أن أنقرة تقوم بتحضيرات دبلوماسية وعسكرية تخص سوريا، سعياً منها لإنجاز الملفات التي تؤثر على توازنات المرحلة الجديدة في سوريا، وتنفيذاً لسياسات فاعلة تؤثر على سير التحركات في العملية الدستورية.

وتوقعت تغيير إدارة بايدن بعض أوجه السياسة الأمريكية في سوريا، باتجاه العمل مع الحلفاء والمنظمات الفاعلة، معتبرة أن أنقرة هي من أبرز الحلفاء الفاعلين في الملف السوري، مؤكدة أن تركيا لن تغير موقفها في سوريا.

وحول الوضع في إدلب، أشارت المصادر إلى أن الجيش التركي أعاد تمركزه في شمال غربي سوريا، فيما دفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى خطوط التماس، مشددة بأن هذه التعزيزات باتت تشكل حائلاً أمام محاولات الجيش السوري للتقدم في المنطقة، على حد قول المصادر.

واعتبرت المصادر التركية أن أنقرة ليست قلقة بشكل كبير من تولي إدارة بايدن، وأن الاتفاقات التي توصلت إليها مع كل من الولايات المتحدة وروسيا في منبج وشرق الفرات ستضمن لها الحفاظ على تواجدها.

ولم تكن مواقف بايدن تجاه تركيا خلال حملته إيجابية، فقد توعد حكومة الرئيس أردوغان في أكثر من ملف، وساوى خلال الحملة الانتخابية بين تركيا وروسيا وكوريا الشمالية على أنها تحكمها أنظمة مستبدة، وتعتمد رؤية بايدن للحل السياسي في سوريا على دعم حلفاء الولايات المتحدة وفي مقدمتهم وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل العصب الأساسي لقوات سوريا الديمقراطية، والتي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية، حيث توقع مراقبون أن تواجه أي عمليات عسكرية تركية ضد وحدات الحماية شمال سوريا معارضة أمريكية فعالة على عكس الموقف الضعيف لإدارة ترامب من تلك العمليات.

أثر برس

اقرأ أيضاً