خاص || أثر برس بيّنت مصادر مطّلعة في وزارة الكهرباء أنّ هناك دراسة يتم إجراؤها حالياً لتعديل أسعار شرائح بيع الكهرباء في البلاد، مبينة أنّ الشرائح الثلاث الأولى للمستهلكين ستبقى ضمن دائرة الدعم؛ ولكن بأسعار جديدة سيتم إصدارها لاحقاً، فيما سيكون السعر الجديد للشريحة الرابعة وما فوق بسعر التكلفة وهذا يعني أنّ كل ما سيتم استهلاكه ضمن الشريحة الرابعة سيكون خارج دائرة الدعم الحكومي.
وأوضحت المصادر لـ”أثر” أنّ رفع أسعار الكهرباء يأتي نتيجة زيادة التكاليف الكبيرة لإنتاج الكيلو واط الساعي، كون الوزارة حالياً غير قادرة على تحمل تكاليف الإنتاج كاملة في ظل الظروف الحالية، لافتةً إلى أنّ تعديل الأسعار جاء بالتزامن مع رفع سعر طن الفيول الذي صدر مؤخراً عن شركة محروقات والذي بلغ 2 مليون ليرة سورية للقطاع العام، و3 مليون و335 ألف ليرة سورية سعر الطن الواحد المباح للقطاع الخاص.
وعلّقت المصادر بالإشارة إلى أنّ رفع أسعار الكهرباء المحتمل حالياً “سيزيد الأعباء على السوريين بشكل كبير جداً في ظل الظروف الحالية، خاصة أصحاب الدخل المحدود، مبيناً أنّه من المحتمل أن يتم رفع أسعار الشرائح الثلاث الأولى بنسبة أعلى من نسبة رفعها المرّة الماضية، وبالتالي ستكون فاتورة المنزل الذي يستهلك 1600 كيلو واط نحو 125 ألف ليرة سورية.
وجاء حديث المصادر، في وقتٍ لاحق لحديث وزير الكهرباء خلال أعمال الدورة التاسعة للمجلس العام لاتحاد نقابات العمال، والذي بيّن خلاله أنّ البلاد ذاهبة باتجاه رفع أسعار الكهرباء وفقاً للشرائح، مشيراً حينها إلى أنّ الوزارة سترفع الدعم عن كل مشترك سيزيد استهلاكه عن 1500 كيلو واط، في إشارة إلى مستهلكي الشريحة الرابعة وما فوقها.
كم ستبلغ فاتورة المنزل وفقاً لأسعار الكهرباء الجديدة افتراضياً؟
يؤكّد الخبراء المتابعين لقطاع الكهرباء، أنّ الوزارة سترفع الأسعار لتغطية النفقات والتكاليف التي تتكبدها لإنتاج الكيلو واط، ناهيك عن الخسائر الكبيرة جراء الفاقد والسرقات؛ ولكن إلى الآن لم يكن هناك معلومات دقيقة عن الزيادات التي سيتم إقراراها.
وفي هذا السياق يقول الخبراء: “بحسبة بسيطة ومقارنة بالتعديل الماضي الذي أجرته وزارة الكهرباء على أسعار المبيع للمستهلكين، يمكن القول إنّ الشريحة الأولى والتي تتراوح كمية الاستهلاك المحددة فيها ما بين (1-600 كيلو واط ساعي) مسبقاً كانت يباع فيها الكيلو واط بـ 2 ليرة سورية ومن المحتمل أن يصل وفقاً للتسعيرة الجديدة إذا رفعت الوزارة سعر الكيلو واط فيها بنسبة 200% فهذا يعني أنّ سعر الكيلو واط في هذه الشريحة سيصل إلى 6 ليرات سورية.
وهذا يعني أنّ المنزل الذي يبلغ استهلاكه 600 كيلو واط في الدورة، سيدفع فاتورة كهرباء بقيمة 3600 ليرة سورية، بعد أن كانت قيمتها 1200 ليرة سورية.
وفيما يخص الشريحة الثانية والتي تتراوح كمية استهلاكها ما بين (601- 1000 كيلو واط ساعي) كان مسبقاً يباع الكيلو واط منها بـ 6 ليرات سورية، أمّا وفقاً للتسعيرة الجديدة من المحتمل أن ترتفع إلى 200% فهذا يعني أنّ سعر الكيلو واط في هذه الشريحة سيصل إلى 18 ليرة سورية، بمعنى أنّ المنزل الذي استهلاكه 1000 كيلو واط خلال دورة ستبلغ فاتورة منزله 10800 ليرة، وهي تمثل (3600 عن أول 600 كيلو واط، و7200 ليرة عن ثاني 400 كيلو واط).
أمّا الشريحة الثالثة، فقد حددتها وزارة الكهرباء بالكمية التي تتراوح ما بين (1001- 1500 كيلو واط ساعي) وهذه كان يباع كل كيلو واط منها بسعر 20 ليرة سورية، أمّا وفقاً للأسعار الجديدة ومقارنة بنسبة رفعها المرة الماضية، من المحتمل أن يصل سعر الكيلو واط ضمنها إلى 66 ليرة سورية، وهذا يعني أنّ المنزل الذي يبلغ استهلاكه 1500 كيلو واط، ستصل فاتورة استهلاكه إلى (43800 ليرة سورية) كحد أدنى، وهي تمثل (3600 عن أول 600 كيلو واط، و7200 ليرة عن ثاني 400 كيلو واط، و33 ألف ل. س قيمة الـ 500 كيلو واط ساعي الأخيرة).
وفيما يتعلق بالذي يزيد استهلاكه عن 1500 كيلو واط خلال الدورة الواحدة، سيتم حساب سعر كل كيلو واط فوق 1500 ك ل.س، بسعر التكلفة والذي يقارب 1000 ليرة سورية بحسب المصدر الذي تحدث لـ”أثر” مسبقاً، وهذا يعني أنّ وبالمقارنة مع نسبة التعديل الأخير الصادرة عن الوزارة والذي حدد فيه سعر مبيع الكيلو واط للشريحة الرابعة إلى 9 أضعاف من 10 ل. س إلى 90 ل. س، أي أنّ السعر الحالي للشريحة الرابعة هو 90 ليرة سورية، ومن المحتمل أن يرتفع 9 أضعاف ليصل إلى 810 ليرة سورية لكل كيلو واط، وهذا تقريباً يقارب سعر تكلفة إنتاج الكيلو واط، وهو ما يؤكد ما تحدث به وزير الكهرباء مؤخراً وكذلك مدير كهرباء دمشق خلال اجتماع بمجلس محافظة دمشق.
وهذا يعني أنّ المنزل الذي يصل استهلاكه إلى 2000 كيلو واط خلال الدورة الواحدة ستصل فاتورة منزله إلى (448800 ليرة سورية)، أي ما يساوي ثلاثة أضعاف راتب الموظف حالياً.
قصي المحمد