وسط تخوّف فصائل أنقرة من سماح تركيا لـ”هيئة تحرير الشام (جهة النصرة وحلفاءها)” من التمدد في ريف حلب الشمالي، وبعد الكشف عن وصول عدد من متزعمي “الهيئة” إلى مشارف عفرين، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” أن “تحرير الشام” أنشأت نقطة عسكرية جنوب عفرين وتعمل على تعزيز وجودها في المدينة ووصفت ذلك بأنه “مؤشرات خطيرة”.
وفي “بلاغ صحفي بخصوص التذكير بتحركات (هيئة تحرير الشام) في منطقة عفرين” تحدثت “قسد” عن “تمركز مسلحي الهيئة، المصنفة إرهابية، في عفرين وأكدت أن “تورط جماعات أخرى مرتبطة بتركيا (أحرار الشرقية) في تجنيد مرتزقة داعش”، وصفته بأنه “مؤشرات خطيرة على تحويل المناطق المحتلة وخاصة عفرين إلى بيئة آمنة للتنظيمات المتطرفة ونقطة انطلاق لتخطيط وتنفيذ الأعمال الإرهابية على الساحة السورية والدولية”.
وأوضحت “قسد” أن قادة التنظيم قاموا بجولة في قرية باصوفان الإيزيدية (جنوب عفرين) وكذلك ناحيتي جنديرس، وشيخ الحديد، إضافة إلى مدينة إعزاز وريف الباب والتقوا بمتزعمي الفصائل التابعة لتركيا.
وأضاف مدير المركز الإعلامي لـ”قسد” فرهاد شامي في البلاغ، أن ثمة معلومات مؤكدة، تفيد بأن “الهيئة” أنشأت نقطة عسكرية في قرية باصوفان، وفي عدد من المناطق التي تسيطر عليها تركيا عبر الفصائل التي تدعمها، في جنوب وغرب عفرين.
وقال شامي: “إن أفراد الهيئة يتحركون برموز ووثائق خاصة بفصيل (الجبهة الشامية)، وأنها على مقربة من الاتفاق مع فصيل (لواء سليمان شاه – العمشات) لتبادل الأدوار في منطقة شيخ الحديد وناحية جنديرس”.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر “أثر” بأن قياديي “النصرة” (هيئة تحرير الشام)، “أبو خديجة التونسي” و”أبو بكر المصري” و”أبو محمد المهاجر” و”أبو أحمد الجزراوي” و”أبو مسلم الألماني”، وصلوا إلى قرية “الغزاوية” التي تعد النقطة الأقرب إلى منطقة عفرين من جهتها الجنوبية الغربية، وباشروا تحضيراتهم من خلال حشد المسلحين وتجهيزهم بالعتاد الحربي، في خطوة تؤكد نية التنظيم البدء بدخول مناطق شمال حلب من بوابة عفرين.
وأكدت المصادر أن وصول قياديي “النصرة” إلى مشارف عفرين، أجج نار الخلافات والانقسامات الحاصلة فيما بين فصائل تركيا، وخاصة بعد أن ترافق وصول أولئك القياديين مع سيل من الشائعات التي بثها مسلحون موالون للتنظيم في شمال حلب، حول أن الفترة القادمة ستكون مرحلة اغتيالات تستهدف كبار قياديي فصائل تركيا لتسهيل مهمة النصرة في السيطرة على مناطقهم وإرغام مسلحيهم على الانضواء تحت لوائها.
وسبق أن أعربت فصائل أنقرة عن تخوفها مت تمدد نفوذ “هيئة تحرير الشام” إلى مناطق ريف حلب الشمالي بالتنسيق مع تركيا، وأحد نتائج هذا التخوف كان إنشاء “غرفة عزم” التي ضمت عدد من فصائل أنقرة، حيث أفادت مصادر ميدانية في ريف حلب خلال حديثها مع “أثر” بأن المنفذ الوحيد في الوقت الحالي أمام فصائل تركيا، للخروج من عنق الزجاجة ومواجهة المأزق المتمثل في نية تركيا تعزيز نفوذ “هيئة تحرير الشام” ضمن مناطق سيطرتهم، في ظل عجزهم عن ضبط الأوضاع الأمنية بشكل تام رغم كل الدعم التركي المقدم لهم.
ويتزامن كشف “قسد” عن وصول “الهيئة” إلى عفرين بالتزامن مع تزايد الحديث عن نية تركيا بشن عملية عسكرية ضد “قسد” في ريف الحسكة الشمالي لاحتلال المزيد من المناطق.