خاص || أثر برس أعلنت ميلشيا قسد تفكيك شبكة تهريب لتنظيم “داعش” في مخيم الهول جنوبي الحسكة، بمساعدة من “التحالف الدولي”.
وجاء في بيانٍ صادر عن “المركز الإعلامي” لـ”قسد” يوم أمس الإثنين، أنها اعتقلت مسؤولًا عن تسهيل تهريب عائلات تنظيم “داعش” من مخيم الهول.
وتكررت محاولات تهريب الأشخاص من المخيم، وتحدثت إدارة المخيم عن إفشال أكثر من 700 محاولة فرار لأفراد عائلات عناصر “داعش” منذ نقلهم إلى المخيم في 2019 وحتى أيلول 2020، وأوضحت أن عمليات التهريب معظمها كانت عبر صهاريج تدخل المساعدات إلى المخيم.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه مصدر صحفي مقرب من إدارة المخيم لـ “أثر برس”، أن تحقيقات “قسد” أفضت إلى تورط عدد من عناصرها بتهريب الأسلحة النارية وكواتم الصوت والمواد الحارقة لصالح “خلايا داعش”، داخل المخيم، وعلى الرغم من حملات المداهمة المتكررة من قبل “قسد”، لأجنحة المخيم إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من ضبط خلايا التنظيم أو الحد من وصول السلاح إليها.
وأفاد مراسل “أثر” بأن “قسد” نقلت دفعة ثالثة من النساء الأجنبيات من “مخيم الهول”، إلى “مخيم المالكية” بريف الحسكة الشمالي الشرقي، في خطوة تسعى من خلالها لتخفيف الضغط في “جناح الأجنبيات”، داخل المخيم الذي يشهد ارتفاعاً في معدل العمليات التي ينفذها “تنظيم داعش”، بحق معارضيه من سكان المخيم، وعمليات التصفية لعناصر “قسد”.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، فإن عدد النساء اللواتي تم نقلهن خلال الدفعات الثلاث بلغ 54 امرأة من جنسيات متعددة، مصطحبات معهن نحو 120 طفلاً، علماً أن نحو 11 ألف شخص، يحملون 55 جنسية مختلفة يقطنون في “جناح الأجنبيات”، ويحصل هؤلاء على دعم خارجي من خلال الحوالات المالية التي تصل لكل عائلة بشكل شهري، وتشير التقديرات إلى أن الأسرة الواحدة تتلقى مبالغ تتراوح بين 2500-3000 دولار أمريكي عبر “شركة الرشيد”، التي سمحت لها “قسد”، بافتتاح فرع لها في هذا الجناح دوناً عن بقية شركات التحويل المالي التي تنشط في المخيم.
وكان مخيم الهول قد شهد يوم أمس مقتل أحد حملة الجنسية العراقية من عناصر “قسد”، بإطلاق نار من مسافة قريبة، ليرتفع عدد القتلى من عناصر الحراسة منذ بداية العام الحالي إلى 45 عنصر منهم 23 عراقياً والبقية من السوريين، فيما سجل خلال الأسبوع الماضي مقتل مدنيين اثنين بطريقة “الذبح”، ليرتفع عدد الضحايا المدنيين إلى 21 منذ بداية العام الخالي أيضاً.
ويقطن المخيم نحو 61 ألف شخص، وتعمل قسد على تفريغه من السوريين الذين لا يتجاوز عددهم نحو 21 ألف شخص، فيما يشكل العراقيون النسبة الأكبر من سكان المخيم بتعداد يصل لـ 29 ألف شخص، تعرقل حكومة إقليم شمال العراق “كردستان”، مسألة إعادتهم لوطنهم الأم، فيما تقول الحكومة الاتحادية في بغداد إن غالبيتهم غير راضين عن العودة للعراق أساساً تجنباً لتعرضهم للمحاكمات نتيجةً لارتباطهم بالتنظيم.
يذكر أن “مخيم الهول”، الواقع على بعد 45 كم إلى الشرق من مدينة الحسكة، تحول لمقر إقامة للعوائل المرتبطة بداعش والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق “شرق الفرات”، تبعا للاتفاق الذي عقدته “قسد”، مع “داعش”، ليسلم الأخير بلدة “باغوز فوقاني”، الواقعة بريف دير الزور الشرقي والتي كانت آخر معاقله الكبرى في سوريا، وذلك في 18 آذار من العام 2019.
محمود عبد اللطيف – الحسكة