في الوقت الذي تستمر فيه “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” بالتصعيد في الحسكة وفرض المزيد من التضييق على أحياء المحافظة، تشهد المدينة حركة اعتيادية، في حين يستمر الحديث عن مآلات هذا التصعيد من “قسد”.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “الوطن” السورية بأن أحياء وسط مدينة الحسكة شهدت حركة اعتيادية وعمل كامل للمؤسسات الحكومية، رغم الأجواء الباردة واستمرار “قسد”، بإغلاق حواجزها ومنع دخول السيارات والدراجات إليها.
وفي الوقت الذي تحاول فيه بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي نشر إشاعات حول مواجهة عسكرية قد تنشب بين الجيش السوري وقوات “قسد”، دعا محافظ الحسكة اللواء غسان خليل، أهالي المنطقة إلى عدم الانسياق وراء هذه الشائعات وأن يتحلوا بالوعي والشجاعة والإقدام، وأن يمارسوا حياتهم الطبيعية، مشدداً على ضرورة عدم ترك البيوت أو المحال التجارية، حيث كانت مصادر معارضة قد نشرت أن عدداً من العوائل القاطنة قرب خطوط التماس ما بين مناطق سيطرة الجيش السوري و”قسد” في مدينتي الحسكة والقامشلي، بدأت بمغادرة منازلها خوفاً من اندلاع مواجهات بين الطرفين.
وفي تصريح لإذاعة “شام إف إم” مساء أمس، قال خليل: “منذ ما يقرب الأسبوع تفرض “قسد” حصاراً على أحياء مدينة الحسكة، كما منعت المواد الغذائية والمياه وإدخال الطحين، لكننا نجحنا بإدخال الطحين اليوم” مبيناً أن “ميليشيات قسد التابعة للمحتل الأمريكي تحاول أن تحصل على مكاسب في محافظة حلب أو بعض الطلبات غير الموجودة وغير الحقيقية”.
وأكد خليل “نقوم بكل ما تستطيع الدولة لتأمين كل ما نستطيع للمواطنين، ولدينا مدخرات نقوم بالصرف منها ولنا طرقنا الخاصة لكي نؤمن حاجات المواطنين قدر الإمكان”.
وحول مستجدات الحصار الذي تفرضه “قسد” نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصدر عسكري سوري قوله: “ضاعفت قسد تضييقها على مناطق سيطرة الجيش السوري في الحسكة، في محاولة للحصول على تسهيلات حكومية للتنقّل بأريحية بين مدينة حلب وأريافها الشمالية”، ورأت المصادر أن “قسد تضغط على الجانب الروسي للحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية، إضافة إلى الحصول على دعم موسكو لتمثيلها في حوارات اللجنة الدستورية في جنيف”، لافتة إلى أنها تريد أن “تبعث برسالة إلى إدارة بايدن الجديدة مفادها أنها على استعداد للانخراط في أيّ مشروع أمريكي جديد، في حال أعادت واشنطن انتشارها من جديد في كامل مناطق سيطرتها شمال سوريا وشرقها”، كما استبعدت هذه المصادر “إمكان حصول مواجهة عسكرية”، متوقعةً “حصول تفاهمات، تُنهي التوتر الموجود في المنطقة”، ومؤكّدة “استمرار التواصل عبر الجانب الروسي، لإنهاء الخلافات”.
يشار إلى أن إجراءات “قسد” هذه تتزامن مع ضغوط تفرضها الإدارة الأمريكية عليها، تتمثل بشروط كان يتوجب عليها تنفيذها قبل وصول جو بايدن إلى الحكم، تمثل أحدها بقطع توريدات النفط إلى مناطق الحكومة السورية.