أثر برس

“قسد” خارج لملمة شمل “المعارضة” السورية في جنيف.. ما وراء ذلك؟

by Athr Press A

استبعدت “هيئة التفاوض” المعارضة في اجتماع مكوناتها الأخير بجنيف خلال يومي 3 و4 من حزيران الجاري، “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، وذراعها السياسي “مجلس سوريا الديمقراطية – مسد” من المشاركة في الاجتماع، بعدما دارت شائعات بشأن دعوتهما، كون “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا تمثّل بشكل من الأشكال جزءاً من مكوّنات المجتمع السوري.

وفي هذا الصدد، أكدت مصادر مشتركة كردية ومعارضة لصحيفة “الأخبار” اللبنانية في وقت سابق، أنّ “الإدارة الذاتية” لم تتلقَ أيّ دعوة من هذا النوع، متحدّثةً عن وجود فيتو تركي على دعوة كهذه، لا يمكن تجاوزه في الوقت الحالي”.

عضو الهيئة السياسية في “الائتلاف الوطني” المعارض عبد المجيد بركات، أشار تعليقاً على ذلك، إلى أن “قسد تدرك أنها لا يمكن أن تكون جزءاً من المشهد السوري المعارض، لأنها مرتبطة بمشروعات غير وطنية، عابرة للحدود”، وفقاً لما نقله موقع “العربي الجديد”.

وقال بركات، إنّ “البنية الأساسية لقوات “قسد” غير سوريّة، لذا هي ليست قادرة اليوم على اتخاذ أي تعديلات جذرية لتغيير سياساتها العامة”، موضحاً أن “قسد لا تمتلك الإدارة ولا القدرة على اتخاذ القرارات”.

وأضاف: “هذه القوات مارست عمليات تغيير ديمغرافي في مناطق سيطرتها، واعتقال وتصفية لمعارضين، وتغيير لمناهج الدراسة، ودخلت في معارك مع الجيش السوري الحر”، مبيناً أن “الإعلان عن فك الارتباط بـ “حزب العمال الكردستاني” غير مجدٍ، وغير كافٍ”.

من جهته، اعتبر سكرتير حزب “اليسار الديمقراطي الكردي” في سوريا، المنضوي في “المجلس الوطني الكردي” شلال كدو، أنّ “قسد” و”مسد” لكي تمثلان في المعارضة تحتاجان إلى إجراء مراجعة شاملة لمجمل سياساتهما في المنطقة وكذلك إعادة النظر في موضوعاتهما، سواء السياسية أو الاقتصادية”، مضيفاً: “وأكثر من ذلك، يجب عليهما إعادة النظر في علاقاتهما الإقليمية والداخلية السورية”.

ويعد “المجلس الوطني الكردي” المدعوم تركياً، و”حزب الاتحاد الديمقراطي” الذي يقود “الإدارة الذاتية”، والمدعوم أمريكياً، أكبر كيانين سياسيين في المشهد السوري الكردي، وكانا دخلا في حوار خلال عام 2020 بدفع من وزارة الخارجية الأمريكية، إلا أنه فشل في التوصل إلى اتفاق يمهد الطريق لتشكيل مرجعية سياسية واحدة للكرد السوريين.

وسبق أن اتّهم رئيس ”حزب الاتحاد الديمقراطي” صالح مسلم بعض أعضاء “المجلس الوطني الكردي” بالتورط مع “شبكة جواسيس كبيرة تم كشفها من قبل “قسد” كانت تتعامل مع الجانب التركي، وتسببت في مقتل العشرات من المدنيين والعسكريين ومن القادة”.

وفي المقابل، يرى الرئيس المشترك لـ “مجلس سوريا الديمقراطية” رياض درار، أنّ “المشهد السوري يتجه بشكل مختلف عن بداياته”، وقال: “هناك محاولات تطبيع مع الدولة السورية لإعادتها إلى الحدث السياسي.. يبدو أن المجتمع الدولي يرى أن دمشق أكثر نضجاً من القوى المعارضة التي فشلت في تحقيق أي شيء”، وفقاً لما نقله موقع “العربي الجديد”.

وكان “حزب الاتحاد الديمقراطي” الذي يقود “الإدارة الذاتية”، أكّد عقب استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، أنّه “مع كل علاقة طبيعية ومتوازنة بين سوريا ودول محيطها الإقليمي والعربي خصوصاً، مضيفاً: إنّ “عزل سوريا عن محيطها العربي فتح الطريق أمام مشاريع خارجية هددت أمن واستقرار المنطقة، كالتدخل التركي واحتلاله مدن وبلدات شمال غربي البلاد”، مشيراً إلى أنّ “الانفتاح العربي على دمشق سيقطع الطريق أمام هذه التدخلات الإقليمية”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية.

وفي سياق ذلك، قال موقع “المونيتور” الأمريكي في مطلع أيّار الفائت، إنّ “قائد “قسد” مظلوم عبدي زار الإمارات سراً للتوسط من أجل إقامة مفاوضات مع دمشق”.

وعلى الرغم من أن الإمارات سارعت إلى نفي زيارة عبدي إليها، فإن مصادر كردية أكدت لصحيفة “الأخبار” اللبنانية حينها، أنّ “عبدي زار بالفعل الإمارات”، مشيرةً إلى أن “دبلوماسية الإمارات الرصينة، وسعيها لعدم إنشاء خصومة سياسية مع أيّ دولة معادية للأكراد، كتركيا، هما ما دفعاها إلى نفي الزيارة”.

وكشفت المصادر نفسها، عن “وجود مساعٍ من الإدارة الذاتية لفتح قنوات اتصال مع الجامعة العربية والسعودية ومصر أيضاً، وكلّ من له أيّ تأثير ممكن في الوضع بسوريا، لشرح تجربة الإدارة الذاتية، والدفع نحو أخذها بعين الاعتبار، وإشراك الأكراد في أيّ مشروع للحل السياسي في سوريا”.

أثر برس

اقرأ أيضاً