طالب القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” مظلوم عبدي، “التحالف الدولي” بإيجاد حلول دبلوماسية للتوترات التي تشهدها المنطقة التي تسيطر عليها “قسد” شرقي سوريا، وفي مقدمتها القصف التركي الذي يطال هذه المناطق.
وأشار عبدي، في لقاء أجراه مع وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية إلى أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها تركيا على مناطق شمالي وشمال شرقي سوريا كانت بعد الهجوم على شركة الصناعات “توساش” في أنقرة.
وأوضح أن هجوم أنقرة كان مجرد ذريعة لتركيا لشن هذه الهجمات التي مخطط لها قبل هجوم “توساش” بحسب قوله، إذ نفى عبدي سابقاً مسؤولية الأخيرة عن أي هجوم في أنقرة، مشيراً إلى أن “تركيا لا تستطيع تقديم أدلة تؤكد تسلل أشخاص من سوريا إليها”.
ولفت القائد العام لـ”قسد” إلى أن “الضربات التركية، ألحقت أضراراً بمنشآت الكهرباء والنفط والمخابز، كانت لها عواقب وخيمة على المدنيين وهي جزء من استراتيجية أوسع نطاقاً من جانب تركيا لفرض تحول ديموغرافي من خلال دفع السكان الأكراد إلى خارج المنطقة”، وفق ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”.
وفي الوقت نفسه، أعرب عبدي عن استعداده للحوار مع تركيا، قائلاً: “نحن منفتحون على الحوار مع جميع الأطراف، بما في ذلك تركيا، حتى لو استمرت هجماتها”، مضيفاً: “نأمل أن تستمر هذه الحوارات التي نتحدث عنها والتي تجري بالوساطة وتصل إلى نتائج”.
كما ناشد عبدي “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة “بمواصلة الضغط من أجل التوصل إلى حلول دبلوماسية”، معرباً عن تخوفه من تراجع حجم الوجود الأمريكي في العراق.
وفي سياق موازٍ، أشار القائد العام لـ”قسد” إلى المخاطر التي تشكلها عملية التقارب السوري- التركي على المشروع الكردي شرقي سوريا، لافتاً إلى أن “احتمالات المصالحة بين تركيا والحكومة السورية تطرح تحديات إضافية، فقد كانت هناك محاولات عدة للتقارب بين دمشق وأنقرة”.
وأضاف أن “الحكومة التركية قالت بوضوح إنها ستتصالح مع دمشق على أساس إزالة الوضع القائم لهذه المنطقة، وهو ما يجعلنا هدفاً لها”، موضحاً أن الاقتراح بإعادة تفعيل اتفاقية أضنة لعام 1998 بين تركيا وسوريا، والتي تهدف إلى معالجة المخاوف الأمنية على طول حدودهما المشتركة، قد تكون له تداعيات خطرة على وجود “الوحدات الكردية” شمالي وشمال شرقي سوريا.
وعلّق المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، أول أمس على الهجمات التركية التي استهدفت مؤخراً مناطق سيطرة “قسد” بقوله: “واشنطن تدرك مجدداً المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وفي إجابته عن سؤال فيما إذا كانت واشنطن تدين الضربات التركية على منشآت حيوية في شمال شرقي سوريا، قال: “لدينا تنسيق وتواصل جيدين مع حلفائنا الأتراك، وسنستمر في فعل ذلك مستقبلاً”.
وتوجد “قسد” تتواجد في مناطق شمالي وشمال شرقي سوريا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تعتبر الأخيرة “قسد” شريكاً محلياً يصعب التخلي عنه، وفي تشرين الأول 2023 قال آخر سفير أمريكي في دمشق روبرت فورد: “إن الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر بدعم الوحدات الكردية التي تشكل قسد أحد مكوناتها”، مشيراً إلى “إن إدارة بايدن مصرة على إبقاء القوات الأمريكية شرقي سوريا وهي محتاجة إلى شريك محلي هناك”.
يشار إلى أن واشنطن سبق أن أعطت أنقرة ضوءاً أخضر لشن عملية عسكرية شمالي سوريا، ففي تشرين الأول من عام 2019 أكدت الخارجية الأمريكية أن واشنطن أعطت تركيا الضوء الأخضر للمضي في عمليتها العسكرية في منطقة شرق الفرات، وجاء حينها في بيان للبيت الأبيض: “تركيا ستمضي قدماً في العملية المخطط لها منذ فترة، لكن القوات الأمريكية لن تشارك بالعملية”، مضيفاً أن تركيا لن تكون موجودة في منطقة شمالي سوريا، وبعد هذا البيان شنت أنقرة عملية “نبع السلام” التي سيطرت إثرها على مدينتي رأس العين وتل أبيض شمال شرقي سوريا.