وصل رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء إلى قطر، وذلك بعد زيارة أجراها إلى الإمارات.
وأكدت الرئاسة السورية أنه كان باستقبال الشرع، ووزير خارجيته أسعد الشيباني في مطار حمد الدولي بالدوحة، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأكد الديوان الأميري القطري أن “أمير قطر بحث مع الرئيس السوري سبل تطوير العلاقات خصوصاً في المجالين السياسي والدبلوماسي”.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء القطرية “قنا”، فإن قطر أكدت “موقفها الثابت في دعم الشعب السوري في سعيه نحو السلام والعدالة، مع استعدادها للتعاون مع الإدارة السورية في مختلف الملفات الدولية، وفي مقدمتها رفع العقوبات المفروضة على سوريا”.
وقال وزير الخارجية أسعد الشيباني، في تدوينة عبر حسابه على منصة “X”: “نرافق اليوم فخامة الرئيس أحمد الشرع في الزيارة الرئاسية الأولى إلى الدولة التي وقفت إلى جانب السوريين منذ اليوم الأول ولم تتخل عنهم”
وفي وقت سابق، علّق القائم بالأعمال في السفارة السورية لدى قطر بلال تركية، بقوله: “إن لهذه الزيارة رمزيتها الكبيرة، فهي الأولى للرئيس الشرع إلى الدوحة، بعد سقوط النظام البائد، كما تحمل دلالات عميقة تتجاوز الإطار السياسي والدبلوماسي، إذ إنها تجسد المكانة الخاصة التي تحظى بها دولة قطر، أميراً وحكومة وشعباً، في وجدان السوريين” وفق ما نقلته وكالة الأنباء القطرية “قنا”.
وأضاف: “نحن فخورون بأن يجتمع قائدا البلدين في هذه اللحظة التاريخية، للتأكيد على العمل المشترك، والتكامل الاستراتيجي، بما يخدم مصلحة الشعبين، ويعزز أمن واستقرار سوريا ونهضتها التي تولي لها دولة قطر أهمية كبيرة”.
وأشار تركية إلى أن اللقاء بين زعيمي البلدين سيتناول عدداً من القضايا المحورية، في مقدمتها تمتين العلاقات بين البلدين، ودعم جهود التنمية، إضافة إلى التنسيق حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ولفت تركية إلى أن “العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً متسارعاً، عززته الزيارات المتبادلة التي توجت بالزيارة الرسمية التي أجراها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى دمشق في 30 كانون الثاني الماضي، في أول زيارة لزعيم دولة إلى سوريا، وسبقتها عدة زيارات على مستوى وزراء الخارجية، وما شهدته من زخم وتأكيد على عمق العلاقات الوثيقة بين البلدين، والتوافق بينهما في العديد من المجالات”.
وأشار إلى المبادرات القطرية إزاء سوريا، إذ قال: “إن لدولة قطر العديد من المواقف الصادقة مع الشعب السوري، التي كان آخرها المبادرة الكريمة بإرسال مليوني متر مكعب من الغاز لدعم إمدادات الكهرباء، وذلك بهدف توليد طاقة كهربائية لكل أنحاء سوريا لتسهم بشكل مباشر في معالجة النقص الحاد في الطاقة الكهربائية، وتحسين أداء البنية التحتية”.
وتُعد زيارة الشرع والشيباني، هي الأولى من نوعها، وجاءت بعد أيام قليلة من زيارة أجراها إلى الإمارات عقد خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين الإماراتيين أبرزهم رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، ووزير خارجيته عبد الله بن زايد، كما التقى الشرع خلال زيارته رجال أعمال سوريين مقيمين في الإمارات.
وبعد زيارة الشرع إلى الإمارات، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني عن استئناف الرحلات الجوية بين الإمارات وسوريا، ووفق البيان الصحفي الصادر عن الهيئة “يجري حالياً التنسيق المشترك لاستكمال الإجراءات اللازمة لإعادة تشغيل الرحلات بين البلدين، بما يعزز الحركة الجوية ويُسهم في دعم حركة المسافرين والشحن بينهما” وفق ما نقلته وكالة “وام” القطرية.
وتأتي زيارة الشرع والسيباني، إلى قطر ضمن إطار نشاط دبلوماسي لافت من قبل تركيا ودول عربية عدة إزاء سوريا، فقبل أيام من زيارته إلى قطر، وصل الشرع إلى تركيا للمشاركة في منتدى “أنطاليا الدبلوماسي” والتقى على هامش المؤتمر عدد من قادة وزعماء الدول أبرزهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووصل فيما بعد إلى الإمارات، وبعدها استقبل في دمشق رئيس الوزراء اللبناني نوّاف سلام، في لقاء تناول ملفات عدة أبرزها ترسيم الحدود، والمفقودين والموقوفين السوريين في السجون اللبنانية وملف النازحين السوريين إضافة إلى مصير المجلس الأعلى اللبناني – السوري وإعادة النظر بالمعاهدات بين البلدين.