خاص || أُثر برس أكّد سفير سوريا لدى روسيا الدكتور رياض حداد، في تصريح لـ “أثر” أنّ قطع العلاقات الأوكرانية مع سوريا لن يغير من واقع العلاقة التي بادرت أوكرانيا بقطعها عملياً منذ سنوات.
تصريح السفير حداد جاء على خلفية، إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، قطع كييف علاقاتها مع دمشق، بعد الاعتراف الرسمي من قبل الحكومة السورية (الثاني دولياً بعد روسيا)، يوم الأربعاء الماضي، باستقلال وسيادة كل من جمهورية لوغانسك وجمهورية دونيتسك.
العلاقات السورية- الأوكرانية منذ عام 2014:
السفير حداد أكد لـ “أثر” أنه منذ حصول الانقلاب على الحكومة الشرعية في أوكرانيا في العام 2014، ووصول النازيين الجدد إلى سدة الحكم في كييف، تبنت الحكومة الأوكرانية الجديدة موقفاً معادياً للحكومة السورية، مشيراً إلى أن الموقف الأوكراني حينها كان متناغماً مع الضغوط الغربية المفروضة على سوريا منذ العام 2011 بما في ذلك العقوبات الاقتصادية وغيرها من الإجراءات على سوريا.
وأردف حداد: “وصل هذا التضييق أشده في العام 2018 عندما رفضت السلطات الأوكرانية تجديد إقامات العاملين في سفارتنا في كييف، الأمر الذي أدى إلى تعذر متابعة العمل فيها وتم حينها اتخاذ قرار إغلاق السفارة السورية في ذلك البلد”، مشيراً إلى أنه بعد إغلاق السفارة السورية فرضت أوكرانيا عقوبات على سوريا.
وحول التبدلات والتغيرات المحتملة على خلفية قطع كييف لعلاقاتها مع دمشق، أكّد السفير حداد أنّ “العلاقات بين سوريا وأوكرانيا مقطوعة بشكل عملي منذ عام 2014، نتيجة التزام السلطات الأوكرانية في كييف الموقف الغربي الذي يقضي بمقاطعة سوريا، وبالتالي فإن الإعلان الذي صدر عن الرئيس الأوكراني زيلنيسكي لن يغير من واقع العلاقة التي بادرت أوكرانيا بقطعها عملياً منذ سنوات”.
مصير الجالية السورية في أوكرانيا:
وعن مصير الجالية السورية في أوكرانيا، بيّن حداد أنه خلال السنوات الماضية قامت الدولة السورية باتخاذ العديد من الإجراءات الاستثنائية لتسهيل تعاملات المغتربين السوريين المتواجدين في كافة الدول التي قطعت علاقاتها مع الدولة السورية بعد الحرب، مشيراً إلى أنه “تم إقرار عدد من القوانين والإجراءات التي تمكن المواطنين من استخراج أوراقهم، وآخرها كان استحداث المركز القنصلي الإلكتروني الذي يمكن المغتربين السوريين من إتمام معاملاتهم القنصلية واستخراج كافة أوراقهم بشكل إلكتروني ودون الحاجة لوجود بعثة دبلوماسية في الدولة التي يتواجدون فيها”.
وبخصوص الجالية السورية الموجودة في أوكرانيا بشكل خاص أشار حداد إلى أنّ “السلطات الأوكرانية منذ العام 2018، اتخذت إجراءات أدت لإغلاق سفارة دمشق في كييف، ومنذ ذلك الحين أصبح المواطنون السوريون المتواجدون في أوكرانيا يقومون بإجراء معاملاتهم القنصلية عبر القنصلية الفخرية في أوديسا، أو سفارتنا لدى جمهورية بيلاروسيا، في حين تسعى وزارة الخارجية والمغتربين لمساعدة الجالية السورية الموجودة في كييف بكافة الطرق الممكنة وتتابع أوضاعهم بشكل حثيث ومتواصل منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا”.
يشار إلى أن الرئيس الأوكراني أعلن يوم الأربعاء 29 حزيران الفائت عن قطع علاقات بلاده مع سوريا بالكامل، كما أصدرت الخارجية الأوكرانية اليوم الجمعة أنها بدأت في إجراءات فرض حظر تجاري وعقوبات على كيانات وأفراد من الجمهورية العربية السورية، على خلفية اعترافها باستقلال دونيتسك ولوغانسك.
قصي المحمد