أثر برس

قلق من التقارب السعودي مع سوريا.. إعلام عبري: ما يجري يؤرق صنّاع القرار في “تل أبيب”

by Athr Press A

لم تكن أصداء المباحثات العلنية بين السعودية وسوريا، والزيارة التي قام بها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدة بناءً على دعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان، ومن ثم زيارة الأخير إلى دمشق ولقائه بالرئيس بشار الاسد، أقل أهمية لدى المسؤولين الإسرائيليين من إعلان المصالحة السعودية– الإيرانية.

ورأت صحيفة الرأي اليوم الإلكترونية، أن “هذا التطوّر من شأنه أن يؤثّر حتى في اتفاقيات التطبيع المُوقعّة بين الكيان الإسرائيلي وعددٍ من الدول العربيّة، بالإضافة إلى سدّ الطريق أمام المحاولات الإسرائيلية لفتح ثغراتٍ جديدة لضمّ دولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ إلى قطار التطبيع، على حين واصلت إيران في تسجيل نجاحات دبلوماسيّة تُعزِّز تأثيرها في الشرق الأوسط”.

وفي سياق التقارب السعودي مع سوريا، اعتبرت “المُستشرقة العبرية” سمدار بيري، في تحليلٍ نشرته في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، أنّ “دول العالم ستتابع باهتمام كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، وستبحث عن معانٍ خفية في محاولة لانتزاع معلومات عن اللقاء المغلق الذي سيُعقد الشهر المقبل في السعودية، ويجمع بين الرئيس الأسد والملك سلمان بن عبد العزيز ونجله، ولي العهد محمد بن سلمان الحاكم الفعلي”.

وأشارت بيري، إلى أنّ “عودة علاقات سوريا مع السعودية هي النقطة التي تؤدي دوراً أساسياً، وللإيرانيين توجد مصلحة دائمة في سوريا، ترتبط بمعظمها بـ “إسرائيل”، كما أنّ العلاقات مع إيران هي موضوع استراتيجي لدول عدة في المنطقة، علمًا أنّ الدعم السعودي لسوريا سيعزز هذه العلاقة، وزيارة الرئيس الأسد ستغيّر ميزان القوى في الشرق الأوسط”.

ولفهم المدى الذي ذهبت إليه السعودية لتحسين العلاقات مع سوريا، أكّد أمير بار شالوم، الخبير العسكري في موقع “تايمز أوف إسرائيل” العبري، نقلاً عن مصادر استخباراتيّة في “تل أبيب”، أنّ “الإسرائيليين يعودون بالزمن ثماني سنوات إلى 2015، حين دعمت المملكة “زهران علوش”، الداعية السلفي والمحارب الاستراتيجي، وأنشأ “جيش الإسلام”، وأصبح بمثابة “ابنٍ” للسعودية التي علّقت آمالها عليه، غير أن الرياض اليوم تستجيب اليوم لتغيّرات المنطقة، وتدرك أنّ بهذه المرحلة لا يمكنها انتظار كتفٍ أمريكيٍّ دافئٍّ”.

وأضاف، إنّ “وصول وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق يتزامن مع محاولة إعادة سوريا للجامعة العربية على صعيد المصالحة السعودية مع سوريا، باعتباره وقت جني الثمار من وجهة نظرها“.

ورأى أنّ “السعودية ترى سوريا ميداناً مريحاً للعمل مع فرص لخلق أدوات نفوذ، لا سيما الاقتصادية، حيث يقوم محمد بن سلمان بحسابات تتعلق به، بزعم أنّ تقاربه مع سوريا سيجعله شريكاً مع طهران وموسكو في المشروعات الاقتصادية، إذ لديه ما يقدمه من المال، وشركات البناء والطاقة“.

بدوره، قال الخبير في شؤون دول الخليج بـ “جامعة بن غوريون”، ميشال يعاري، إنّ “التقارب السعوديّ- السوريّ يؤكّد أنّ التحالفات في الشرق الأوسط حلّت محل المصالح الضيقة للدول، والمملكة تعتبر التقارب مع سوريا مصلحة سياسية واقتصادية تخدم هدف تخفيف التوترات الإقليمية، بما يتناسب مع دفء العلاقات مع “إسرائيل” في السنوات الأخيرة” وفقاً لما نقلته صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية.

يُشار إلى أنه مع إعلان المصالحة السعودية- الإيرانية، انعكس تأثيرها إيجابياً في الملف السوري، ولا سيما مع استضافة الرياض للقمة العربية في أيار المقبل، ورغبتها في تصفير القضايا العربية العالقة، وحل مسألة استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.

وجاءت دعوة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لنظيره السوري فيصل المقداد إلى جدة في هذا السياق، وخصوصاً أنها تزامنت مع عقد قمة جدة التشاورية بخصوص سوريا، ومن ثم زيارة ابن فرحان إلى دمشق ولقائه بالرئيس بشار الأسد، تأكيداً لما نقلته وكالة رويترز في 2 نيسان الجاري، غير أنه لم يصدر عن دمشق والرياض بياناً بشأن دعوة الرئيس الأسد إلى الرياض أو إلى حضور القمة العربية المقبلة.

أثر برس

اقرأ أيضاً