استمرت القمة الروسية-التركية لمدة 6 ساعات في موسكو ، وانتهت بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، دون أن يحقق أردوغان أي مكاسب أخرى، كما ضمن هذا الاتفاق للجيش السوري الحق بالرد على أي خرق تقدم عليه المجموعات المسلحة، وألزم أردوغان مجدداً ببنود اتفاق سوتشي التي تشدد على ضرورة إنهاء وجود المجموعات المسلحة المدرجة على قائمة “الإرهاب”.
صحيفة “رأي اليوم” اللندنية نشرت مقالاً حول هذه قمة موسكو والنتائج التي تم التوصل لها، جاء فيه:
“الاتفاق جاء مخرجاً مؤقتاً للرئيس أردوغان، لأنه لم يقدم أي حل للخلافات التي أدت إلى انفجار الوضع عسكرياً، مما يوحي أنه قد لا يصمد طويلًا في ظل تصميم الجيش السوري على استعادة مدينة إدلب، والهدوء الحالي قد يكون استراحة محارب، والتقاط الأنفاس استعداداً لجولة جديدة، بعد كُل ما تقدّم لا نعتقد أنّ الرئيس أردوغان عاد من هذه القمّة وقد حقّق أيّ من مطالبه الرئيسيّة باستِثناء وقفٍ هشٍّ لإطلاق النّار”.
وورد في “فويينه أبزروينيه” الروسية:
“يتضح أن تركيا، لم تكسب الجولة التي استمرت ست ساعات، وأمّا ما له دلالة كبرى فهو أن خطاب أردوغان المتعجرف والناري، الذي طالب روسيا بالابتعاد عن طريقه في سورية وتوعّد “بانتقام رهيب” في إدلب، سرعان ما حلت محله في موسكو تأكيدات بأن العلاقات بين البلدين الآن في الذروة، وأن الرئيس التركي يرى مهمته الرئيسية الآن حصرا في تطوير هذه العلاقات”.
كما تناولت “الشرق الأوسط” السعودية هذه القمة، فنشرت في صفحاتها:
“سيستطيع بوتين تحقيق أكبر قدر من النجاح خلال القمة ليس فقط لأنَّه في الموقف الأقوى، وإنَّما لأنَّ الرئيس أردوغان لم يبقَ لديه إلا عدد قليل من الحلفاء والأصدقاء الذين لن يتعدَّى دعمهم له، سوى إصدار البيانات وتقديم التعاون الاستخباراتي، وحتى ذلك ليس بهدف إحداث تغيير نوعي على الأوضاع في إدلب، وإنما لمجرد تعقيد الأمور أمام دمشق وموسكو”.
هذا الاجتماع تزامن مع خسائر كبيرة للنظامالتركي في سورية، فالمجموعات المسلحة المدعومة تركياً سرعان ما انهارت أمام الجيش السوري، وحلفاء تركيا لم يلبوا نداء أنقرة لمساعدتها، وروسيا أعلنت أنها مصرة على الوقوف إلى جانب الجيش السوري في هذه المعركة، والشعب التركي بدأ ينظم حملات معارضة لوجود الجيش التركي في إدلب، وذلك بعد مقتل عشرات الجنود الأتراك نتيجة تواجدهم في صفوف المجموعات المسلحة في إدلب، ما دفع الشعب التركي إلى التساؤل عن الهدف من وجود قوات تركية في سورية، فهذه الظروف مجتمعة جعلت أردوغان لديه مطلب واحد فقط وهو وقف إطلاق النار في إدلب، فقد يكون هذا الاتفاق فرصة للرئيس التركي ليتمكن من التقاط أنفاسه لكنه في الوقت ذاته يفرض عليه التزامات جديدة أثبت في الفترة الماضية أنه لا يستطيع الالتزام بها الأمر الذي يشير إلى أن هذه القمة قد تضع تركيا مستقبلاً أمام إلتزامات أكبر.