شكك قياديون في فصائل المقاومة العراقية، بنيّة قوات “التحالف الدولي” للانسحاب من العراق، لافتين إلى أن التصريحات المتعلقة بالانسحاب غير واقعية وصعبة التحقق في الظروف الحالية.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن القيادي في المقاومة العراقية، علي الطائي، قوله: “إن التصريحات بخصوص اقتراب موعد انسحاب قوات التحالف محض كذب من قبل الولايات المتحدة”.
ولفت إلى أن “الاحتلال الأمريكي لن ينسحب من العراق، طالما هناك مصالح ملحة له ومنها دعم إسرائيل الموغلة في دم الفلسطينيين”، مضيفاً أن “التصريحات الأخيرة هي لتخدير الرأي العام”.
وأكد الطائي أن “الفصائل لن تتراجع عن موقفها الرافض للاحتلال، وبالتالي أعلنّا سابقاً زيف ما يسمى بالمفاوضات بين الحكومة العراقية والأمريكيين، ولا تفهم الولايات المتحدة سوى لغة السلاح التي تؤدّبها وتجعلها مدحورة”.
وأضاف أن “قضية جدولة الانسحاب على فترات متباينة، وإضافة صفات جديدة من أجل بقاء قوات أمريكية بذريعة الاستشارة والتدريب ومقارعة داعش هي كلها أكاذيب، ولا توجد نية صادقة للانسحاب من البلاد، وللأسف الحكومة ما زالت تثق بهذا الخطاب الذي تردده أمريكا”.
كما نقلت “الأخبار” عن قيادي في “حزب الله- العراق” -لم تذكر اسمه- قوله: “الانسحاب الذي تتحدث عنه واشنطن غامض، والحكومة العراقية ليس لديها الفهم الواضح له، خصوصاً في فقرة تنظيم العلاقة الأمنية بين البلدين”.
وأشار إلى أن “السفيرة الأمريكية في بغداد عندما التقت مسؤولين عراقيين وقيادات شيعية بارزة أبلغتهم بصريح العبارة أن الانسحاب الذي تتحدث عنه الحكومة العراقية هو مغاير تماماً لما نتحدث عنه نحن، لأننا لن نترك العراق خوفاً من النفوذ الإيراني”.
وتابع “كنا متحفظين على المفاوضات الحكومية مع الإدارة الأمريكية، لكن بعد كشف سطحية الحوارات أعلنّا رفضنا لها وبدأنا نعود إلى خط المقاومة والمتمثل في استهداف ومواجهة كل القواعد الأميركية في المنطقة والعراق”.
وأوضح أن “التأجيلات لموعد الانسحاب والتلاعب بالتوقيتات ينمّان عن خطة جديدة تدرسها واشنطن لتدعيم بقائها أكثر، وهذا ما يجعل حكومة السوداني في حرج كبير وضغط أكبر”.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، قوله: “إن اللجان العسكرية العليا بين الجانب العراقي والأمريكي توصلت إلى اتفاق حول انسحاب قوات التحالف على مدى سنتين، وتحويل العلاقة إلى شراكة أمنية مستدامة” مضيفاً أنه “تم الاتفاق على إنهاء مهمة التحالف على مرحلتين، المرحلة تبدأ هذا العام وتستمر حتى 2025، في حين تنتهي المرحلة الثانية في 2026”.
كما أشار إلى أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أعرب عن اعتقاده بأن مدة السنتين غير كافية للانسحاب، طالباً إضافة سنة أخرى، “لكن بغداد رفضت التمديد”.
وجاءت تصريحات العباسي، بعدما نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن واشنطن وبغداد توصلتا إلى تفاهم حول خطة انسحاب قوات “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن من العراق، موضحين أن “الخطة تقضي بانسحاب المئات من قوات التحالف من العراق بحلول أيلول 2025، وبقية القوات تنسحب بحلول نهاية العام التالي”.
وتزامن الحديث عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق، مع استئناف استهداف القواعد الأمريكية في العراق في تموز الفائت، وقال حينها المسؤول الإعلامي لكتائب “سيد الشهداء” العراقية، الشيخ كاظم الفرطوسي، إن “انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الأراضي العراقية هو مطلب ضروري، سيّما وأنّنا لم نلاحظ أيّ نتائج ملموسة وجدّية بعد مرور أشهر من المفاوضات وبالتالي قد تكون هذه العملية هي رسالة إلى الجانب الأمريكي”.