لا تملك منتخبات المجموعة السادسة في كأس العالم مونديال قطر 2022، “بلجيكا – كرواتيا – المغرب وكندا” أي سجل تاريخي في البطولة العالمية، على الرغم من محاولات بلجيكا وكرواتيا القليلة لنيل اللقب ولكنهما لم تفلحا، على حين يلعب منتخبا المغرب وكندا لتسجيل حضور قوي أو أقلها الخروج بأقل الأضرار.
الشياطين الحمر هل يذهبون بعيداً؟
يتألق منتخب الشياطين الحمر بلجيكا دائماً في التصفيات ويتأهل بسهولة ولكن النفس الطويل والحظ يغيبان عنها ولا ينفعها تقدمها في سلم التصنيف العالمي ولا نجومها الكبار الذين يلعبون مع عمالقة الأندية الأوروبية، فلا تلبث أن تعود أدراجها على الرغم من أنها تقدم عروض قوية وتحرج الكبار.
تألقت بلجيكا في نهائيات كأس العالم عام 1986 ولكنها اصطدمت بعظمة مارادونا ورفاقه وخرجت، وفي نهائيات 2018 قدمت مستويات رائعة ولكن الخبرة أمام الديوك الفرنسية خانتها فخسرت في النصف نهائي ولعبت على المركز الثالث وفازت على الإنكليز.
شاركت بلجيكا 13 مرة في نهائيات كأس العالم ولعبت 48 مباراة فازت بـ20 وتعادلت بـ9 وخسرت 19 وسجلت 68 هدفاً ومني مرماها بـ72 هدفاً.
وتأهلت إلى نهائيات كأس العالم بعد تصدرها فرق مجموعتها التي ضمت إلى جانبها ويلز والتشيك وروسيا البيضاء وإستونيا، ففازت بـ6 من المباريات التي لعبتها وتعادلت بـ2 وسجلت 25 هدفاً ومني مرماها بـ6.
فازت على ويلز 3-1 وتعادلت معها 1-1 وعلى التشيك 3-0 وتعادلتا 1-1 وعلى روسيا البيضاء 8-0 و1-0 وعلى أستونيا 5-2 و3-1
فهل تستطيع بلجيكا التي أنجبت جان ماري بفاف وبرودوم وكومباني وفيلايني وجيريتس وكويلمانس وهيمست، وبما تضم من نجوم مثل كورتوا وأونانا وفيتسل ودي بروين وهازارد وباتشواي وكتيلاري وكاراسكو ولوكاكو أن يضيفوا اسم منتخب بلادهم إلى سجل الخالدين أم ستعترضهم عقبة أصعب من أن يتجاوزوها فيعودوا ليكملوا تألقهم مع أنديتهم في الدوريات الأوروبية.
هل تغني فيروز من جديد؟
هل تعود فيروز للغناء من جديد في قطر بعدما أطربت العالم بصوتها في نسخة الكأس السابقة ووصلت للنهائي وخسرت من فرنسا وفيروز هي مودريتش قائد كرواتيا ونجم ريال مدريد ويطلق عليه الجمهور العربي لقب فيروز للشبه الكبير بينه وبين سيدة الغناء العربي وأيقونته فيروز.
بعد انفصالها عن يوغسلافيا وصلت كرواتيا لنهائيات كأس العالم خمس مرات وتأهلت إلى المربع الذهبي في اثنتين منها وغادرت دوري المجموعات في الثلاثة الباقيات، ولعبت في مشاركاتها الخمسة 23 مباراة فازت بـ11 وتعادلت 4 وخسرت 8 وسجلت 35 وسُجِّل في مرماها 26 هدفاً.
ضمت مجموعة كرواتيا في التصفيات كلاً من منتخبات روسيا وسلوفينيا وسلوفاكيا وقبرص ومالطا وتصدرتها بعد 10 مباريات فازت بـ7 وتعادلت بـ2 وخسرت واحدة، وسجلت 21 هدفاً ومني مرماها بأربعة أهداف.
خسرت أمام سلوفينيا 0-1 وفازت 3-0 وفازت على قبرص 1-0 و3-0 وعلى مالطا 3-0 و7-1 وعلى روسيا 1-0 وتعادلت معها 0-0 وعلى سلوفاكيا 1-0 وتعادلتا 2-2.
ويعد دافور سوكور الهداف التاريخي لكرواتيا برصيد 45 هدفاً، على حين يحتل مودريتش عمادة اللاعبين بـ152 مباراة خاضها مع منتخبه ومن اللاعبين الذين سيمثلون المنتخب الكرواتي في قطر إيفان بيريسيتش لاعب توتنهام الإنكليزي، وجفارديول لاعب لايبزغ الألماني، ومارسيلو بروزوفيتش لاعب أنتر ميلان الإيطالي، وماريو باساليتش لاعب أتلانتا الإيطالي، وبيتار موسى لاعب بنفيكا البرتغالي، وكراماريتش لاعب هوفنهايم الألماني.
فهل يبدع مودريتش ورفاقه ويعزفون سيمفونيات ترقص على أنغامها جميلات كرواتيا في قطر أم سيودعون بذكريات طيبة؟
أسود الأطلس لكتابة التاريخ:
أسود الأطلس أو منتخب المغرب صاحب أول نقطة عربية في نهائيات كأس العالم عام 1970 عندما تعادل مع بلغاريا بهدف، وأول منتخب عربي يتأهل للدور الثاني في مونديال المكسيك عام 1986 بعد تصدره المجموعة السادسة التي ضمت منتخبات أوروبية هي إنكلترا وبولندا والبرتغال بتعادله السلبي مع الإنكليز والبولنديين وفوزه على البرتغال 3-1 ولكنهم خسروا أمام الألمان بهدف بعد التمديد في الدور الثاني وخرج، لن يقبل أسود الأطلس أن يكونوا عابري سبيل بل على ما يبدو أنهم قادمون ليكتبوا التاريخ ولديهم من الإمكانيات البشرية والفنية ما يؤهلهم لذلك كما يملكون خبرة النهائيات بعد وصولهم لها 5 مرات فلعبوا 16 مباراة فازوا بـ2 وتعادلوا بـ5 وخسروا 9 وسجلوا 14 ودخل مرماهم 22.
في الطريق إلى قطر لعبت المغرب في مجموعة ضمت لجانبها غينيا بيساو وغينيا والسودان وفازت بالمباريات الـ6 التي خاضتها وسجلت 20 هدفاً ومني مرماها بهدف وحيد ونالت 18 نقطة.
فازت على السودان 2-0 و3-0 وعلى غينيا بيساو 5-0 و3-0 وعلى غينيا 4-1 و3-0.
وفي التصفيات النهائية تعادلت مع الكونغو 1-1 وفازت عليها 4-1.
وما يزال الجمهور يذكر حارس المرمى الشهير بادو الزاكي الذي تألق في كأس العالم 1986 مع زملائه محمد التيمومي وعزيز بودربالة والحداوي وكريمو، وأيضاً من نجومهم نور الدين نيبت وصلاح الدين بصير وعبد المجيد الضلمي وأحمد فراس وأيضاً مصطفى حاجي والعربي أحرضان ومن النجوم الحاليين الذين سيشاركون في كأس العالم منير الحدادي لاعب برشلونة السابق وخيتافي الحالي، وسفيان بوفال لاعب أنجيه الفرنسين ورومان سايس لاعب بشكتاش التركي، وعادل تاعرابت لاعب النصر الإماراتي، وريان ماي لاعب فرينكفاروزي المجري، وسفيان شاكلا لاعب أود لوفين البلجيكي، وعبد الحميد صابري لاعب سامبدوريا الإيطالي، وأمين حارث لاعب مرسيليا الفرنسي، وإلياس شاعير لاعب كوينز بارك رينجرز الإنكليزي، وعمران لوزا لاعب واتفورد الإنكليزي وغيرهم.
في قطر لن يخفت زئير الأسود وسيعلو الصوت أكثر حتى يصل أبعد لما وصل إليه في مونديال المكسيك 1986 وهذه هي كل أماني الجمهور العربي وعشاق أسود الأطلس.
حضور خجول لكندا:
حضرت كندا مرة واحدة في نهائيات كأس العالم عام 1986 في المكسيك وكان حضورها خجولاً وخرجت بثلاث هزائم أمام فرنسا بهدف والمجر والسوفييت بهدفين وكانت الخسائر معقولة لحد ما لمنتخب يشارك مع الكبار للمرة الأولى في تاريخه.
في تصفيات أمريكا الشمالية والبحر الكاريبي المؤهلة لكأس العالم في قطر لعبت في المجموعة الثانية إلى جانب برمودا وأرويا وجزر الكايمان وسورينام وتأهلت بسهولة بعد تحقيقها الفوز في جميع المباريات وسجلت 27 هدفاً وسجل في مرماها هدف واحد ففازت على برمودا 5-1 وعلى جزر الكايمان 11-0 وأوريا 7-0 وسورينام 4-0.
في الدور الثاني فازت على هايتي 1-0 و3-0 وتأهلت للدور الثالث دور المجموعات؛ فلعبت إلى جانب المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وكوستاريكا وبنما وجامايكا والسلفادور والهندوراس وتصدرت المجموعة وتأهلت للنهائيات بعدما لعبت 14 مباراة فازت بـ8 وتعادلت بـ4 وخسرت 2 وسجلت 23 هدفاً وسجل عليها 7 أهداف.
تعادلت مع الهندوراس 1-1 وفازت 2-0 وعلى الولايات المتحدة الأمريكية 2-0 وتعادلتا 1-1 وعلى السلفادور 3-0 و2-0 وعلى المكسيك 2-1 وتعادلتا 1-1 وعلى جامايكا 4-0 وتعادلتا 0-0 وعلى بنما 4-1 وخسرت 0-1 وعلى كوستاريكا 1-0 وخسرت 0-1.
ولا يبدو لاعبو منتخب كندا يحظون بشهرة كباقي لاعبي فرق المجموعة على الرغم من أن معظمهم يلعب في أندية أوروبية وأمريكية ولكنها من أندية الصف الثاني وأشهرهم تايلر باشر لاعب هيوستن دينامو الأمريكي، وثيو كوربيانو لاعب ولفرهامبتون الإنكليزي، وتاجون بوشنان وسايل لارين لاعبا كلوب بروج البلجيكي، وجوناثان دايفيد لاعب ليل الفرنسي، وإيك يوجبوا لاعب تروا الفرنسي، وستيفن فيتوريا لاعب موريرينسي البرتغالي، وديريك كورنيليوس لاعب بانيتوليكوس اليوناني.
فهل يستطيع هؤلاء اللاعبون إحداث مفاجأة أم أن أحلامهم ستقتصر على مجرد المشاركة فقط؟.
محسن عمران || أثر سبورت