أثر برس

كارثة تلحق بمربي الحيوانات.. قطاع الثروة الحيوانية فقد حوالي 50 % من قطيعه وخبير تنموي يطالب الحكومة بالتدخل الفوري

by Athr Press G

خاص || أثر برس انعكس الوضع الاقتصادي المتردي بشكل سلبي على القطاعين الزراعي والحيواني بآن واحد خاصة أن مهنة تربية الأغنام سائدة في المجتمعات الريفية، وتشكل مصدر دخل لكثير من الأُسر السورية ولها دور رئيسي في تحقيق الأمن الغذائي.

فيقول حسين (38 عاماً) أحد مربي المواشي، وخلال حديثه لمراسلة “أثر برس” بدمشق وريفها إن ارتفاع أسعار أعلاف المواشي أضر مهنته كثيراً، مبيناً أنه يمتلك نحو 53 رأس غنم ويعمل بهذه المهنة منذ 12 عاماً، وتعد المصدر الدخل الرئيسي له ولعائلته.

وأضاف أنه كان يمتلك أراضٍ زراعية في شمال سوريا تحديداً بالرقة، فهو يزرعها لإطعام أغنامه ولكن الجفاف وقلة الأمطار أفقد تلك المراعي عشبها ونباتها، مدللاً بأن ارتفاع أسعار الأعلاف لدرجة تفوق طاقتهم تسببت بكارثة لمربي المواشي.

وأوضح أن تكلفة ما يحتاجه الرأس الواحد من الغنم تصل لنحو ألفي ليرة سورية في اليوم الواحد، وهذا ما يشكل خسارة عند بيعه في حال الاستمرار بدفع تلك التكاليف.

وفي جولة لمراسلة “أثر برس” في سوق نجها بريف دمشق، فقد بلغ سعر تبن الشعير 700 للكيلو الواحد، بينما سعر تبن القمح 800 ليرة سورية، وبلغ سعر تبن الحمص 900 ليرة سورية، أما تبن الفول 850 ليرة سورية، بينما الشعير 1900، وبلغ سعر الذرة 2100، أما الفول 2300 ليرة سورية.

ولاستيضاح الأمور حول أسباب ارتفاع أسعار الأعلاف تواصلنا مع الخبير التنموي أكرم عفيف ليبين لـ “أثر” أن الاعتماد الرئيسي بالأعلاف كان على الذرة وفول الصويا التي يتم استيرادها من الخارج وصعوبة الاستيراد أدت لارتفاع سعرها.
وأوضح أن تكاليف شراء الأعلاف باتت تشكل عبئاً على المربي وهذا حتماً سينعكس بشكل مباشر على أسعار الحليب ومشتقاته ويرافقه انخفاض القدرة الشرائية للمواطن.

وكما أكد أن سياسة الحكومة الخاطئة التي توجهت لدعم المستوردين على حساب دعم المنتجين الزراعيين أو المربين كان لها دور سلبي عليهم.

وحول الحلول المقترحة بيّن عفيف أنه يجب على الحكومة التدخل بشكل إيجابي لحماية المربين والمنتجين حتى لا يبقون تحت رحمة الاستيراد والسوق السوداء.

وأضاف عفيف: “كان يفترض أن يُعطى المزارع قروضاً لزراعة أرضه بمختلف أنواع المزروعات حتى لا يكون اعتمادنا على الاستيراد”، مبيناً أن ارتفاع التكاليف الزراعية من أجور عمالة وشتول زراعية اضطرت الفلاح لامتناع عن زراعة أرضه، فالمربيين سوف يمتنعون عن تربية الأبقار والمواشي خاصة أن البعض اضطر لبيع ما يملك من أغنام بأقل ثمن بسبب غلاء الأعلاف وعدم وجود مراعي.

وختم عفيف حديثه بالإشارة لضرورة استثمار العقول والطلاب الخريجين لإعادة تحريك دورة الإنتاج ودعم المشاريع التنموية لنصبح مكتفين ذاتياً.

يذكر أن الجهات العامة بررت ارتفاع الأسعار بالعقوبات والاستيراد والتصدير حيث صرح مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة أسامة حمود أن قطاع الثروة الحيوانية فقد حوالي 40 _ 50 % من قطيعه خلال الفترة الأخيرة بسبب الارتفاع العالمي الكبير في أسعار الأعلاف إضافة للعقوبات الاقتصادية على سوريا.

لمى دياب – دمشق

اقرأ أيضاً