برز الأردن كغيره من الدول العربية في الساحة سوريا بعد حادثة الزلزال، من دون أن يكتفي بإرسال المساعدات الإنسانية وفرق الإنقاذ، بل أقدم على اتخاذ خطوة سياسية كانت الأولى من نوعها منذ بداية الحرب السورية، تمثّلت بزيارة أجراها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إلى سوريا والتقى فيها الرئيس بشار الأسد، ونظيره السوري فيصل المقداد.
في هذا الصدد لفتت صحيفة “الغد” الأردنية إلى أن “الأردن كان بإمكانه الاكتفاء بإرسال مساعدات إنسانية لسوريا بعد مصابها جراء الزلزال، لكن من الواضح أن زيارة وزير الخارجية تأتي لغايات أبعد من ذلك، واستثمرت الأجواء الإنسانية المرتبطة بالزلزال لتجري مزيداً من الاستكشاف للأوضاع السياسية في سوريا”.
وفي السياق ذاته نشرت صحيفة “رأي اليوم”: “عودة الاتصالات السياسية بين عمّان ودمشق جاءت بشعار الإغاثة ومساعدة شعب منكوب، وبعد ذلك انتعشت الآمال أردنياً بتنشيط حوارات وتفاهمات مع الدولة السورية”، مضيفة أن “الخطوة التي لفتت الأنظار، هي وصول وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في زيارة مفاجئة هي الأولى من نوعها منذ 12 عاماً إلى دمشق”، مشيرة إلى أن “زيارة الصفدي إلى دمشق فتحت المشهد على قراءات كثيرة إقليمياً وعربياً ودولياً واعتبر كثير من الملاحظين أنها إشارة إلى أن العواصم العربية تتجه لتقليص مساحة الاعتراف بالجماعات المسلحة في سوريا التي لا شعبية لها بين السوريين، كما يتجه بعض الخبراء إلى قراءة هذه التحولات في نمط الاتصالات الأردنية مع الجارة السورية بوصفها جزءاً من خطوة تنظيم أو إعادة وإحياء التنويع في الاتصالات من جهة الدبلوماسية الأردنية”.
ولفتت “رأي اليوم” إلى أن زيارة الصفدي سبقها اتصال الملك الأردني عبد الله الثاني بالرئيس بشار الأسد، مشيرة إلى أنه “على الأرجح أن اتصال الملك عبد الله بالرئيس الأسد قد يكون إشارة الانطلاق نحو ضرورة تجاوز الجمود الذي لا يخدم أحداً”.
على حين أشار موقع “ميدل إيست أي” البريطاني إلى أن هذه الزيارة الدبلوماسية إلى دمشق جاءت من أقوى حلفاء واشنطن، لافتاً إلى أن:
“الزيارة الدبلوماسية الأبرز في الأسبوعين الماضيين جاءت من الأردن، التي تعتبر أحد أقوى حلفاء واشنطن في المنطقة” ونقل الموقع عن الزميلة البارزة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة ناتاشا هول، قولها: “هذه نقطة انعطاف في اتجاه مدته 4 سنوات (..) نشهد لقاء دبلوماسيين رفيعي المستوى بالرئيس الأسد ودعماً مادياً حقيقياً للحكومة السورية”.
تشير التقديرات إلى أن استثمار حادثة الزلزال للتوجه أكثر نحو دمشق، لن يكون سلوكاً مقتصراً على الأردن فقط وإنما هذا السلوك سيطال عدداً من الدول العربية سيما الخليجية، فبعد هذه الحادثة هبطت أول طائرة سعودية في المطارات السورية المدنية منذ 12 عاماً، وبثّت وسائل إعلام سعودية وإماراتية خطاب الرئيس بشار الأسد، المتلفز وذلك لأول مرة منذ بدء الحرب السورية.