كتب عدنان اليعربي في أقلام أثر: مؤخراً أفردت مجلة نيوزويك الأمريكية ذات الانتشار الوسع، ملفاً للحديث عن الرئيس بشار الأسد وكان هذا الملف هو عنوان غلاف العدد الأخير من المجلة، حيث عنونت المجلة هذا الملف، “الأسد عاد” “HE IS BACK”.
وركزت على أن الرئيس الأسد عاد إلى المسرح الدولي من جديد، وبمعزل عما تحمله مضامين هذا المقال من اعترافات غير مسبوقة بأن الولايات المتحدة فشلت في إزاحة الرئيس الأسد وأن الرئيس جو بايدين لن يمنع أية دولة لاسيما من المجموعة العربية من إعادة علاقتها مع دمشق واستئناف العلاقات الدبلوماسية معها.
حيث قالت المجلة أن الرئيس بشار الأسد يستعد للعودة بشكل مُذهل إلى المسرح العالمي بعد مرور عقد من الزمن على الحرب وأن الأسد يقف حالياً قوياً بعد كل المحاولات للإطاحة بحكمه، إلا أن نيوزويك مُخطئة تماماً.
دعونا نقارب المسألة بواقعية ومنطقية أكثر، من الذي عاد، هل الرئيس الأسد هو الذي عاد؟ أم الآخرين هم الذين عادوا؟ من الذي بقي على موقفه؟ ومن الذي غير موقفه؟ من الذي راجَع موقعه ومواقفه ومن الذي بقي في موقعه وموقفه.
ليست مبالغة أن نقول أن الثابت الوحيد هو الأسد، وأن الذي عاد هم الآخرون أو في أقل تقدير هم الآن في طور العودة عما كانوا عليه والاتجاه نحو الأسد.
باختصار، الأسد لم يعد، لأنه أصلاً بقي موجوداً بشخصه وبموقفه وبتحالفاته وبدوره الإقليمي ودور بلاده الإقليمي أيضاً، لم يعد الأسد، لأنه موجود وحاضر على المسرح الدولي قبل الحرب وخلال الحرب وبعد الحرب، ولا سلام في المنطقة دون الأسد.
باختصار أيضاً.. إن عنوان النيوزويك: الأسد عاد، ليس صحيحاً، الأصح أن يكون: ‘أميركا عادت” SHE IS BACK.