أثر برس

“كل عائلة تحتاج لـ 3 مليون ليرة ثمن مازوت للتدفئة خلال الشتاء”.. سوريون يعتمدون البطانيات والقرفة والمشروبات الساخنة

by Athr Press G

خاص || أثر برس تضحك باسمة “معلمة في مدرسة” وهي تخبرنا عن وسيلة التدفئة التي تتبعها في هذا العام، ذات الثلاثين تقول لـ “أثر”: “أخاف أن أصرح عن وسيلة التدفئة فيتم فرض ضريبة عليها”، مبينة أنها تستعين بالبطانيات وحرامات المعونة، إضافة للجواكيت السميكة، تجاوزاً للأيام الباردة من الشهر الحالي.

وتضيف باسمة: “لا نستطيع الحصول على وسيلة واحدة فقط من وسائل التدفئة التي كنا ننعم بها فالمازوت شبه مفقود، والكهرباء لا نحصل عليها أكثر من ساعة مقابل 6 ساعات قطع، والغاز كل 150 يوماً لنحصل على أسطوانة”.

الواقع الذي تحدثت عنه باسمة، جعل فئة كبيرة من السكان لا تحصل على حقها من وسائل التدفئة وبالفعل يضطر غالبيتهم لاستخدام الأغطية والبطانيات علّها تقيهم برد الشتاء القارس وسط عجزهم عن توفير وسائل تدفئة بسبب “الحصار والعقوبات”.

يعلق يوشع “مهندس معلوماتية” عن الموضوع  لـ “أثر” قائلاً: “في السوق السوداء  تتوفر المحروقات بكميات كبيرة، إذ يتراوح سعر ليتر المازوت بين 7 – 9 آلاف ليرة، وبالتالي فإن غالبية السكان الذين يعانون من الضائقة المعيشية يعجزون عن شراء المازوت بهذا السعر، وهناك فئات محدودة جداً من المقتدرين مالياً يقبلون على شرائه، في حين وصل  سعر طن الحطب إلى المليون ليرة وهو ما يعادل رواتب 8 موظفين في القطاع العام، لذلك نلجأ إلى استخدام البطانيات وتناول الدبس والطحينة إضافة لبعض المشروبات الساخنة التي تبعث الدفء مثل الزنجبيل والليمون أو القرفة مع المكسرات.

أم محمد “أم لثلاثة أطفال” تقول: ألجأ لتدفئة أطفالي بدعم أجسادهم الصغيرة بالملابس بقطعتين أو ثلاث قطع فوق بعضها وفي حال اشتداد البرد مساءً ألجأ للبطانيات واللحف المتوفرة لدينا “فليس في اليد حيلة”.

كل عائلة تحتاج 3 مليون ليرة ثمن مازوت للتدفئة:

تشير الدكتورة في علم الاجتماع أماني أمدار في تصريح لـ “أثر” إلى أن الحلول التي يسعى السوريين إليها للحصول على الدفء وسط الانخفاض الحاد في مخصصات المحروقات، واحتكار الحطب من قبل التجار، ترفع من تكلفة التدفئة.

فالعائلة، بحسب أمدار، تحتاج إلى 3 مليون ليرة سورية ثمن مازوت للتدفئة خلال فصل الشتاء، وخاصة العوائل التي لديها أطفال وكبار في السن وأشخاص ذوو أمراض مزمنة، لا يمكنهم تحمل أنواع التدفئة الأخرى.

وهنا أشارت إلى أن الكثير من العائلات وبسبب ظروفهم المادية السيئة وتدني مدخولهم وانتشار البطالة بين صفوفهم، قد تلجأ إلى استخدام كل ما يمكن أن تلتهمه النيران في المواقد.

وأضافت الدكتورة: “وعدنا وزير الكهرباء خلال العام الماضي بضخ كميات من الكهرباء وسيكون هناك تحسن ملحوظ في 2022، أما في 2023 سيعود إنتاجنا من الكهرباء لما قبل عام 2011، ولكن يبدو أنها مجرد وعود وكلام يقال للإعلام، كما أن مشكلة توزيع المخصصات ليست فيمن حصل عليها أم لا، فخروج المخصصات من شركة المحروقات ذلك لا يعني أنها وصلت لأصحابها، فتجار الحرب في سوريا كثر، لا سيما في هذا المجال، والذي ينشط بكثرة خلال فصل الشتاء دون رقيب أو حسيب”.

وختمت حديثها، البطانيات والبيجامات الوسيلة السهلة الوحيدة التي لا تكلف الكثير من المال ولكن وفي نفس الوقت هل جميع العائلات لديها نوع من الحرامات التي تعطي الدفء الذي تبعثه المدافئ إضافة للأمراض المفاصل الذي سيتأثر به الأطفال وكبار السن نتيجة البرد وكان قد ازداد بشكل كبير خلال السنوات الماضية.

نور ملحم 

اقرأ أيضاً