خاص|| أثر برس يُعاني الأهالي في منطقة “الجيدور” في الريف الشرقي بمحافظة درعا لا سيما مرضى قصور الكلى من عدم وجود وحدات غسيل للكلى في “مشفى جاسم الوطني” مما يضطرون للذهاب إلى مشفى نوى (الأقرب) لإجراء عملية غسيل الكلى حيث يتَعرضون للإجهاد والتعب الشديد ومشقة الانتظار لساعات طويلة على الدور، والعودة في ساعات الليل المتأخرة.
المعاناة المذكورة دفعت المجتمع الأهلي لإطلاق حملة “كن بلسماً” وجمعوا خلالها مبلغ قدره 2.9 مليار ليرة سورية بهدف شراء جهاز لغسيل الكلى لصالح مشفى جاسم بما يساهم في التخفيف من معاناة المرضى في التوجه لمناطق أخرى بعيدة ومكتظة.
وفي السياق، قال أبو محمد (أحد القائمين على حملة كن بلسماً): “الحملة بدأت من خلال تبرع حالات مُعينة ومحدودة ومساهمة أصحاب الأيادي البيضاء، وامتدت لتشمل بقية المناطق والبلدات في المنطقة والهدف منها تأمين شراء جهاز ثانٍ لغسيل الكلى لصالح المشفى بعد أن تبرع أحد أبناء مدينة جاسم وحده بجهاز واحد لغسيل الكلى، قبل عامين، لكن لم يتم وضع الجهاز في الخدمة لعدم وجود جهاز آخر احتياطي، وهو شرط طبّي لإجراء غسيل الكلى”، مضيفاً لـ “أثر”: “اليوم بعد إطلاق الحملة وجمع المبلغ تم شراء 3 أجهزة غسيل كلى إضافة لجهاز تنظير وخلال أسبوعين سيجري تركيبها ووضعها في الخدمة”.
وتابع أبو محمد: “مع الإقبال الكبير على التبرعات داخل مدينة جاسم واتساعها لتشمل عدد من مدن وبلدات منطقة الجيدور (نَمر، الحّارة، جدّية، أم العوسج، إنخل، زمرين، العالية، جاسم) تستمر الحملة في جمع المبالغ ووضع الأولويات لتطوير خدمات أُخرى في المشفى وتأمين شراء أجهزة طبية ذات أهمية مثل جهاز (الدوبلر_الطبقي المحوري) وسيتم تحديدها لاحقاً بالتشاور مع لجنة أهلية تُمثّل كلّ منطقة الجيدور وأصحاب الإختصاص”، لافتاً إلى أن المجتمع المحلي ساهم سابقاً في تأهيل المشفى بعد أن تَعرضت للتخريب خلال سنوات الأزمة من خلال العمل على إزالة الأنقاض والترميم وتأمين شراء الأجهزة.
وبحسب أبو محمد (أحد القائمين على حملة كن بلسماً)، فإن المشفى تضم عدة أقسام وهي (العمليات، الأشعة، النسائية، تحاليل مخبرية، جراحة عامة).
يشار إلى أن حملة “كُن بلسماً” هي سلسلة من حملات متكررة أطلقها أبناء المحافظة في الداخل والخارج، وتُجسد صورة التضامن المجتمعي الأهلي في درعا عبر ما تطلقه من مبادرات والتي تساهم في تحسين مختلف القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية.
يُذكر أن أهالي مدينة جاسم سبق أن أطلقوا “حملة سقيا الماء” خلال عام 2023 الفائت وجمعوا حينها مبلغ 4 مليارات ليرة سورية لتحسين واقع مياه الشرب وتنفيذ آبار وصيانة شبكة المياه.
بتول أبو نبوت