خاص|| أثر برس تحدث د.شادي الخطيب رئيس الجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية والطب التكميلي في حديث لـ “أثر” عن العلاج بالعطور، إذ أوضح أنه يتم عبر الزيوت العطرية للنباتات والتي يتم استخدامها فموياً وعن طريق الاستنشاق وعن طريق تطبيقها مباشرة على الجلد، والعلاج بالعطور مفيد للمشاكل الهضمية والجلدية والتعب النفسي والخلل في توازن الهرمونات خاصةً بعد انقطاع الطمث والمشاكل التنفسية.
ووفق د.الخطيب فإن “مصطلح الأروماثيرابي مكون من مقطعين أروما Aroma وتعني عطر، وثيرابي Therapy وتعني علاج، ومنذ القِدم وجد أن للعطر قدرات شافية، فمثلاً في العصور القديمة تم استخدام اللبان ونبات المُرّ بشكل بخور عطري، كما اكتُشِف عبر العصور دور العطور في زيادة الرغبة الجنسية كما تستخدم العطور للتخلص من الرائحة السيئة للجسم، حيث تم تحضير بعض المعاجين المُعطّرة للتخلص من رائحة منطقة تحت الإبط”.
ومؤخراً بدأ العالم يُقبل على العلاج العطري للتغلب على الإجهاد والآلام والأرق، حيث تُحضّر بخاخات تحتوي على زيوت عطرية مثل الليمون واللافندر؛ لمقاومة الأمراض البكتيرية، كما تُستخدم بعض الزيوت لتطهير الجروح، وتستخدم العطور بشكل واسع في التدليك، فأصبح العلاج بالعطور فرعاً مهماً من الطب معتمد في فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأصبح مشمول بالتأمين الصحي في فرنسا حيث يصرف بوصفات طبية نظامية.
وبحسب ما ذكره الطبيب لـ “أثر” فإن الجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية والطب التكميلي تعمل على التوعية بأهمية استخدام المعالجة بالعطور وخاصةً للنباتات العطرية التي تنتشر بشكلٍ واسع في الأرياف السورية مثل الخزامى وإكليل الجبل والآس والوردة الشامية والزعتر السوري والنعناع والبابونج والزوفا وغيرها الكثير من النباتات الطبية العطرية، وذلك من خلال المحاضرات والندوات والدورات التدريبية الدورية للمختصين وغير المختصين.
وشدد د.الخطيب على ضرورة استشارة الطبيب والصيدلاني دائماً قبل استخدام أي وصفة من وصفات المعالجة بالعطور والروائح العطرية.
وحول بدايات استخدام العطور في العلاج، بيّن الدكتور الخطيب أن قدماء المصريين هم من طوروا العلاج بالعطور من خلال طريقة استخلاص العطور من النباتات العطرية بالنقع لاستخدامها في الأغراض الطبية والتجميلية وكذلك في عمليات التحنيط مثل زيت البابونج وغيره من الزيوت العطرية، ففي عام 1922 للميلاد وأثناء التنقيب في قبر توت عنخ آمون كُشِفَ عن وجود مراهم زيتية مُعطّرة، لا زالت تحتفظ بجزء من رائحتها العطرية بعد مرور كُلّ هذه السنوات عليها نتيجة حفظها بشكل مُحكم.
أيضاً الهنود استخدموا العلاج بالعطور لعدة قرون، فعندما بُنِيَ معبد مينيرفا في إيليس تم تصنيع لصاقات مُعطرة بالزعفران والحليب، وهذه اللصاقات تبعث رائحة الزعفران الجميلة عند فركها بإبهام اليد، كما استخدمت بشكل بخور لتنقية الجو وزيادة نشاط الجسم وحيويته.
وتابع د.الخطيب “ويُعتبر الزهراوي من أهم العلماء والصيادلة العرب بعد الكيميائي جابر بن حيان والكندي والرازي وابن سينا، حيث طوَّر واستخدم عمليات التقطير في تحضير العطور والروائح العطرية، حيث صنّف العلاجات العطرية لعدة أنواع منها العنبر والأشنان والبان والبرمكية والبخور والذريرة والأدهان والغسول والهضمة والحُليّ المُطيبة وخَلَوقات واللفايف واللخالخ والمليحة والمياه العطرية والمسوحات ومطيبات الثياب والمثلثه والنَدّ والنُضُوح والصِباغات المُطيّبة والشاهرية.
وأضاف لـ “أثر” “فهم العلماء العرب بشكل جيد آلية مزج العطور وفقاً لقوة تأثير العطر (عالي الدرجة – متوسط الدرجة – منخفض الدرجة)”، مشيراً إلى أن آلية مزج العطور لاستخدامها في العلاج تتم بحسب أنواع الروائح حيث تنقسم إلى عطور زهرية وتتضمن رائحة الزهور المقطوفة حديثاً (فلورال) والرائحة الألدهيدية (سوفت فلورال) ورائحة الزهور الشرقية (فلورال أورينتال) مثل رائحة زهر البرتقال والتوابل الحلوة، كما توجد عطور شرقية وتتضمن رائحة البخور والعنبر (الرائحة الشرقية اللطيفة)، والرائحة الشرقية للمسك والفانيليا، والرائحة الشرقية الخشبية مثل رائحة خشب الصندل أو عطور تعرف بالخشبية وتتضمن رائحة الطحالب الخشبية ورائحة الخشب الجاف ورائحة السرخس العطرية أما طازجة تتضمن رائحة البرتقال ورائحة الفواكه والرائحة الخضراء والرائحة المائية.
وهناك تصنيف للعطور حسب قوتها وشدتها وهو عطور رأس الهرم والتي تتميز بأنها تتطاير بسرعة ولا تخترق الجلد، وعطور القلب تبقى حوالي /5– 30/ دقيقة، والعطور الأساسية القاعدية والتي تمتزج برائحة الجسم وتبقى مدة 3 ساعات بعد تطبيقها، بحسب ما بيّنه د.شادي الخطيب رئيس الجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية والطب التكميلي في حديث لـ “أثر”.