قدّم الرئيس بشار الأسد، خلال زيارته إلى موسكو أجوبة على أسئلة وإشارات استفهام عدة تدور حول ملفات مرتبطة بسوريا، وحسم من خلالها الجدل الدائر حول بعض هذه الملفات وأكد صحة بعض التسريبات حولها ونفى صحة بعضها الآخر.
الرئيس الأسد أكد أن هذا اللقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، فاق في أهميته اللقاءات السابقة، مشيراً إلى أنه جاء بعد تطورات مهمة شهدها العالم، أثّرت على التحالفات والاصطفافات العالمية، إلى جانب أنه أول لقاء بين الجانب منذ بداية الحرب الأوكرانية.
وسائل الإعلام الأمريكية والغربية تناولت هذا اللقاء من خلال الإشارة إلى توقيته الذي تزامن مع تطورات عدة، حيث لفت موقع “بلومبرغ” الأمريكي إلى أن الملف السوري يشهد نشاطاً ديبلوماسياً روسياً، مؤكداً أن “هذا النشاط الدبلوماسي يأتي بعد أيام من زيارة كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين للقوات الأمريكية وحلفائهم الأكراد في شمال شرق سوريا، حيث تحتفظ واشنطن بوجودها قرابة ثماني سنوات” نقل الموقع عن محلل شؤون الشرق الأوسط في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية ومقره موسكو، نيكولاي سوركوف، قوله: “سوف تتقوض سمعة الولايات المتحدة في المنطقة أكثر إذا حاول الأمريكيون إعاقة الجهود الإقليمية لتحقيق الاستقرار في سوريا”.
في السياق نفسه لفتت صحيفة “تلغراف” البريطانية إلى أن “هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها الرئيس الأسد إلى موسكو منذ أيلول 2021، وفي الوقت الذي يعمل فيه المسؤولون على استعادة العلاقات بين سوريا وتركيا”، مضيفة أن “اللقاء جاء بعد أقل من أسبوع من توسط الصين في اتفاق بين إيران والسعودية لاستعادة العلاقات”.
وكذلك موقع “المونيتور” الأمريكي أشار إلى أن “هذا الاجتماع يأتي بعد الإعلان المفاجئ الأسبوع الماضي عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية بين الخصمين الرئيسيين في الشرق الأوسط، السعودية وإيران” مضيفاً أن “موسكو تعمل على حل الخلاف السوري- التركي، ومن شأن وساطة الكرملين أن تمنح بوتين نفوذاً دبلوماسياً” ونقل الموقع عن محللين قولهم: “موسكو تريد الآن رأب الصدع بين البلدين اللذين يران الجماعات الكردية في شمال سوريا عدواً مشتركاً، لكن مع ذلك، يجب حل الأسئلة المعقدة، لا سيما حول وجود القوات التركية في شمال سوريا”.
تُشير بعض التحليلات السياسية إلى أن الرئيس الأسد، أوضح خلال هذه الزيارة وعبر التصريحات الصحفية التي أدلى بها عدد من النقاط التي كانت محط جدل في الملف السوري، وأبرزها العلاقات السورية- الإيرانية والوجود العسكري الروسي، إلى جانب ملف التقارب السوري- التركي.