في بداية المعركة لتحرير مدينة الموصل في تشرين الأول عام 2016، كانت محافظة الموصل الخاضعة لسيطرة “داعش” موصولةٌ جغرافياً بمناطق سيطرة التنظيم في سوريا، والقوات الكردية كانت تحاصر المدينة من شرقها وشمالها فيما الغرب مفتوحٌ على مصراعيه للإمدادات العسكرية واللوجستية.
في منتصف الشهر نفسه تقريباً، بدأت قوات مكافحة الإرهاب التابعة للقوات العراقية بالتعاون مع القوات الكردية هجوماً باتجاه شرق المدينة وبالتحديد باتجاه “برطلة”، أيامٌ معدودات وتحررت المنطقة لتكمل القوات طريقها باتجاه “كوكجلي” والتي مهدت السيطرة عليها دخول القوات العراقية إلى أحياء الشرقية لمدينة الموصل.
في هذا الوقت كانت قوات الشرطة الاتحادية العراقية قد اندفعت من جنوب الموصل وبالتحديد من قاعدة “القيارة”، لتسيطر على “حمام العليل” وتندفع نحو معسكر “الغزلاني” وقاعدة “عباس ابن فرناس” جنوب المدينة، فيما انطلقت قوات الحشد الشعبي لتحرير مناطق غرب الموصل.
وفي ال29 من كانون الأول عام 2016، أطلقت القوات العراقية المرحلة الثانية من تحرير شرق الموصل، وفي نهاية كانون الثاني من عام 2017 تمكنت القوات العراقية من تحرير مناطق شرق نهر الفرات في المدينة بالكامل.
بالتزامن كانت قوات الشرطة الإتحادية قد حررت مناطق جنوب الموصل بالكامل، وسيطرت على معسكر “الغزلاني” لتتقدم باتجاه جنوب المدينة، فيما الحشد الشعبي كان قد سيطر على مطار “تلعفر” وقطع تواصل مسلحي التنظيم بين الموصل وسوريا.
في 19 من شهر شباط 2017، أعلنت القوات العراقية مرحلة تحرير غرب الموصل وبدأت قوات الشرطة الاتحادية بالهجوم على الأحياء الجنوبية الغربية للمدينة لتتمكنت في نهاية آذار من السيطرة على معظم الأحياء الجنوبية الغربية والغربية المحاذية لنهر الفرات، ما أمن انتقال قوات مكافحة الإرهاب العراقية من شرق المدينة إلى غربها للمشاركة في المعركة.
بدأت القوات العراقية بتضييق الخناق على مسلحي التنظيم شيئاً فشيئاً حتى تمكنت في 29 من حزيران من تحرير “جامع النوري”، المكان الذي أعلن فيه متزعم تنظيم “داعش” خلافته المزعومة، فيما كان الحشد الشعبي قد سيطر بهذا الوقت أيضاً على المناطق الممتدة من مطار “تلعفر” إلى القيروان فالحدود العراقية السورية.
وصولاً إلى يومنا هذا، حيث حررت مدينة الموصل بالكامل من احتلال داعش، في معركة متعددة المراحل استغرقت أشهراً، تمكنت فيها القوات العراقية من حشد شعبي وشرطة اتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وألوية في القوات العراقية من إعلان نهاية تنظيم “داعش” وخلافة “البغدادي” المزعومة.