أثر برس

“كيف رح تدبروا حالكم على الغداء اليوم؟”.. سؤال يصف حال عدد من السوريين اليوم

by Athr Press B

خاص|| أثر بين عبارتي “شو طابخين اليوم؟” و”كيف رح تدبروا حالكم على الغداء اليوم؟” باتت الأخيرة أقرب لوصف حال العائلات السورية لتأمين الطعام في ظل ارتفاع الأسعار فإعداد طبخة “محترمة أو معتبرة” كما يقولون “بات ضرباً من الخيال لذوي الدخل المحدود ويمكن أن تنجزها المرأة مرة أو مرتين في الشهر بأحسن الأحوال مع الترشيد بالكمية والنوعية”.

بدأت مرام وهي أم لخمسة أطفال حديثها لـ”أثر” بالقول: “البرغل مسامير الركاب وشوربة العدس علاج لفقر الدم، هذه العبارات لم تعد مجرد نصائح ترددها الأمهات لتشجيع الأبناء على تناول هذه الأصناف من الأطعمة التي أصبحت من أولى الأصناف على موائد الأسر السورية لا لشيء بل لتوفرها ورخص ثمنها مقارنة بغيرها من البقوليات والمواد الغذائية الأخرى “.

“صرت اشتهي أطبخ رز” تقول مها (ربة منزل)، مضيفة لـ”أثر”: “أقل كيلو بـ15 ألف ليرة ونحنا عيلة كبيرة بدنا كيلو تماماً أربعة أكواب رز ماذا تكفي؟”، في حين تتابع ميسون: “ربات البيوت أصبحن ماهرات بفن التدبير ويخلقن وجبة الغداء بظروف صعبة رغم قلة الإمكانيات المادية فالغالبية منهن يشترين الخضار مساءً لتقل أسعارها والطبخ يكون من دون لحمة ولا شحمة، ويجب الترشيد في الغاز والزيت والسمنة”.

بدورها، الشابة ندى تقول لـ “أثر”: “السورية للتجارة طرحت 10 كيلوغرامات برغل شهرياً لكل بطاقة منذ شهر آب الماضي لكنها لم تفعّل دورة جديدة حتى الآن، وأصبح البرغل سيد المائدة (برغل ببندورة وبرغل بحمّص وبرغل ناشف..) ويمكن أن نبتكر منه أصنافاً أخرى فالحاجة أم الاختراع”.

“العدس الأحمر أو كما يسمى عدس الشوربة كان بتسعة آلاف للكيلوغرام الواحد منه والكميات مفتوحة من دون بطاقة” تقول إحدى العاملات بإحدى صالات السورية للتجارة بدمشق، وتضيف لـ”أثر”: “كان الطلب على شرائه ضعيفاً لأنه أكثر طلباً في فصل الشتاء أو بشهر رمضان، وعندما تم تحديد الكمية بكيلو واحد شهرياً لكل بطاقة وبسعر 16 ألفاً للكيلو أصبح السؤال عن هذا الصنف أكثر”.

أما مروة تقول: “لا يوجد فائض بالدخل الشهري لنستطيع الشراء قبل أن يرتفع سعر أي صنف سواء خضار أو بقوليات وغيرها، فالراتب، مع العشرة أيام الأولى من الشهر يودع جيوبنا، لذلك نشعر بالحسرة ونحن نرى ارتفاع الأسعار يومياً وبرأي المثل: (الجمل بقرش ومافي قرش)”.

وبالعودة إلى حديث البرغل والرز، تقول ريناد (16 عاماً): “صرنا نشتهي الرز جنب الفاصولياء أو الملوخية، وصار كل أكلنا برغل وحتى الطبخ شمله التقنين فوالدتي تطبخ مرتين إلى ثلاث مرات بالأسبوع، على الرغم من أنه لم يعد ما يسمى حواضر في بيوتنا فالحواضر تعني مكدوس وجبنة ولبنة وزيتون وبيض، وكل تلك الأصناف أصبحت ضمن قائمة الكماليات وإن اشتراها والدي يشتريها بكميات قليلة، فلا خيار سوى أن تكون مجدرة البرغل على رأس قائمة الطعام”.

من جهتها، هند تذكر لـ”أثر” أن ظروف الحرب والظروف الاقتصادية وضعت العائلات باختبارات صعبة لجهة تأمين الطعام، مستذكرة أيام الحصار الذي عاشته في دير الزور إذ “كانت أصناف العدس والبرغل الخيار الأفضل كونها متوفرة وإن كانت بكميات قليلة ولا تحتاج إلى براد لتخزينها وكان الإبداع بصنع الكباب من العدس بدل اللحمة، والآن الغلاء أعادنا للتفكير بتدبير الطعام فكل يوم نناقش تكلفة كل طبخة وكأننا نعد دراسة جدوى اقتصادية لمشروع”، بحسب قولها.

بينما تستذكر أم ضياء كيف كانت النساء بحلب بسبب الحرب وانقطاع الطرق يقمن بسلق المعكرونة لتتحول إلى عجينة ومن ثم يعدن تصنيعها لتصبح خبزاً، وتضيف بلهجتها العامية لـ”أثر”: “أي لقمة هنية تمشي الحال، وظروف الغلاء إلا ما تفرج، بلدنا بوضع صعب وهي حرب ثانية أشد علينا وراح نتحمل..”.

“العائلات السورية تواجه ارتفاع الأسعار بطبخات على الماشي يمكن تسميتها” وفق قول أبو سيف، ويضيف لـ “أثر”: “أيام عجاف راح تعدي بإذن الله ولقمة هنية تكفي مية هي جملتي لأم سيف كلما تسألني شو نطبخ اليوم ؟”.

ويختم أبو محمود كلامه قائلاً لـ “أثر”: “إذا كانت شوربة العدس مكلفة والبرغل غالي والرز بالمناسبات فقط وسعر كيلو اللحمة قارب الـ150 ألف وأقل صنف خضار متل البندورة والباذنجان والبطاطا بـ4 آلاف ليرة سورية.. بوفر على حالي سؤال زوجتي شو لازمك أغراض لجيب من البقال وقبل ما سكر الباب بقول (اليوم دبروا حالكم)”.

 

اقرأ أيضاً