أثر برس

كيف قلبت دمشق معادلتها؟

by Athr Press

دمشق، العاصمة السورية التي طالما عمدت قوى المعارضة إلى زعزعة استقرارها بشتى الطرق، ولاسيما مع اتساع رقعة سيطرتهم في الريف الدمشقي خلال الأعوام السابقة، إلا أن المشهد الميداني في الآونة الأخيرة بات مغايراً، حيث ومع بداية مطلع العام الحالي قررت القوات السورية تغيير معادلاتها العسكرية والسياسية، الأمر الذي جعلها بين خيارين، إما سياسة الحرب المفتوحة حتى إحكام السيطرة بالكامل، أو سياسة المصالحة والحل السياسي، وبالفعل ظهرت نتائج جلية وواضحة الملامح على صعيد أجزاء واسعة من مدينة دمشق وريفها.

أولى الخطوات كان تأمين الطرق الدولية المؤدية إلى العاصمة وإبعاد الخطر عنها قدر المستطاع، لتأتي الخطوة الثانية عبر ضرب قوة المعارضة المتعاظمة في محيط دمشق وإضعافها واستنزاف قواها، المعطيات المذكورة لم تأت عن عبث، بل سبقها مراحل تمهيدية أدت إلى النتائج المرجوة.. هي:

1- العمل على إنهاك قوى المعارضة من خلال فتح أكثر من جبهة، وقضم مناطق صغيرة متنوعة المساحة والتقدم البطيء إليها، ما يسهم في ضمان تثبيت النقاط أطول فترة ممكنة، والتقدم من خلاها إلى مساحات جديدة.

2- تصفية القادة العسكريين البارزين لدى قوى المعارضة، ما جعلهم في حالة إحباط وتخبط، ولاسيما مع اغتيال “زهران علوش” قائد جيش الإسلام الذي كان من أخطر القادة العسكريين في سوريا.

3- استغلال القوات السورية لخلافات المعارضة، وشن هجمات مكثفة مكنتها من السيطرة على بلدة زبدين ودير العصافير، وبلدات أخرى بمحيطها ما أدى إلى تفاقم الخلاف بين قوى المعارضة وتبادل التهم فيما بينهم.

4- قيام القوات السورية  بعملية فصل بين البلدات الواقعة تحت سيطرة المعارضة، ومحاصرتها واستنزافها ما جعل خسارتها بالعتاد والعديد أمراً لا يمكن تعويضه، وسبباً أجبرها على الاستسلام كما حصل في مدينة داريا والمعضمية، حيث وبعد الفصل بين المدينتين ومحاصرتهما لم يبقى لقوى المعارضة سوى خيارين، إما التسليم والمصالحة و إما الخيار العسكري.

5- قيام القوات السورية بفتح جبهات بعيدة نسبياً عن العاصمة، كدرخبية وخان الشيح وزاكية، بغية قطع خطوط دعم المعارضة وإفشال أي هجوم لهم من الجنوب باتجاه دمشق.

وفي ضوء المعطيات المذكورة، نرى أن قوى المعارضة باتت في خانة اليك، ولا سيما أن القوات السورية أحكمت سيطرتها شبه الكاملة على الغوطة الغربية، لتبدأ بذلك مرحلتها الثانية تجاه ما تبقى من الغوطة وتوسيع طوق الأمان قدر المستطاع لإبعاد قوى المعارضة عن العاصمة.

اقرأ أيضاً