تحدث مركز “الإمارات” للسياسات، عن مؤشرات على وجود اتفاق روسي- إيراني “غير معلن” شرقي سوريا، وقد دخل حيز التنفيذ، الشهر الماضي، بوصول القوات الروسية لأول مرة إلى الحدود العراقية، عند معبر البوكمال، وهي منطقة ذات نفوذ إيراني خالص، حسب توصيف المركز.
وقال المركز في تقرير، إن الحرب على تنظيم “داعش” شكلت الواجهة للتحرك الروسي شرقي سوريا، وتغيير واقع السيطرة في تلك المنطقة، لاسيما أن “داعش” يشكل تهديداً صريحاً للمصالح الروسية في البادية، وخاصة استثماراتها في مجال النفط والفوسفات.
ولكن هذا التحرك يأتي أيضاً في سياق خطة أوسع تتولى روسيا تنفيذها في سوريا، وتهدف بدرجة أساسية إلى تعظيم أوراقها في مواجهة الإدارة الأمريكية القادمة، وإحداث تغيير في مواقف الأطراف الإقليمية والدولية.
وأشار التقرير إلى أن الوجود العسكري الروسي في مناطق غرب الفرات يمنح موسكو مزايا استراتيجية مهمة، تتمثل بشكل أساسي بإضعاف النفوذ الأمريكي في سوريا من خلال اقترابها من قاعدة التنف، وتواصلها مع عشائر مناطق الفرات “المتذمرة” من الدعم الأمريكي لـ”الإدارة الذاتية” للأكراد وتهميش العرب.
وبالمقابل، ترغب إيران في تخفيف حدة الضربات الاسرائيلية على مواقع في البوكمال وعموم مناطق غرب الفرات، كما تسعى لإعادة سلطة الدولة السورية على المناطق الحدودية، وهي ورقة يمكن استخدامها في المفاوضات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، بحسب التقرير.
ومن جهة أخرى، يصعب استغناء روسيا عن التعاون العسكري مع طهران، خاصة في البادية السورية، حيث لم تملك أعداداً كافية من المقاتلين، كما لم تحقق حملتها الجوية أي نتائج تُذكر، حسب التقرير.