خاص || أثر برس على إيقاع توسع رقعة انتشار فيروس كورونا وتزايد أعداد المصابين في محافظة طرطوس، يشكو عدد كبير من المواطنين من ندرة وجود أدوية الالتهاب في الصيدليات، والتي إن وجدت طلب الصيدلي ضعف سعرها بوصفها مقطوعة وأنه عانى الأمرين حتى استطاع تأمينها.
“أسعار السوق السوداء وصلت لقطاع الأدوية”، بتهكم شديد تبادر إيناس للرد على سؤال مراسلة “أثر” حول توفر أدوية الالتهاب في الصيدليات، مضيفة: دواء “أوغمنتين” مقطوع حيث قضيت 3 أيام وأنا أتنقل من صيدلية لأخرى وأنا أسأل عنه لكن بدون جدوى فجواب الصيادلة واحد وهو أنه مقطوع من المعمل، فيما يضرب الصيدلي سعر دواء “ازيترومايسين” بضعفين ليبيعك ظرف الدواء الذي بات قطعة نادرة في السوق.
لسان التهكم يعيد شرح المعاناة نفسها إذ يقول أمجد: هل من المعقول أن تفقد جميع أدوية الالتهابات دفعة واحدة من السوق، بدون أن تتدخل الجهات المعنية لتوفيرها خاصة أن هذه المشكلة يعاني منها الجميع منذ أسبوعين تقريباً، متسائلاً: هل ما يجري تمهيد لرفع سعر أدوية الالتهاب؟، وماذا يفعل من يصاب بالكريب أو التهاب البلعوم خاصة أننا في بداية فصل الشتاء؟.
من جهته، قال فراس: عندما تدخل إلى صيدلية وتطلب دواء التهاب تشعر وكأنك تطلب مواداً ممنوعة، خاصة إذا كان يوجد ظرف لدى الصيدلي يخفيه في إحدى زوايا الصيدلية ليذهب بالسر ويجلبه لك بعد أن توافق على دفعه سعره “مدوبل”.
الحل لمشكلة انقطاع أدوية الالتهابات، تراه ريم سهلاً جداً وبدون أن يتكلف المواطن عناء التنقل بين عشرات الصيدليات للظفر بعلبة دواء وهو أن يشرب المريض الزهورات والبابونج بالإضافة لفيتامين سي.
في المقلب الآخر، أكد الصيدلي أوس، أن أساس المشكلة هو ارتفاع سعر الدولار حيث رفعت الوزارة الأسعار مرتين استجابة لطلب المعامل، ولكن يصر المندوبون على رفع أسعار الأدوية باستمرار، فقد بات من المعلوم للجميع أنه عند تزايد الطلب على أصناف معينة يقوم مندوبو المستودعات الطبية بعرض تلك الأصناف على الصيادلة بسعر أعلى من التسعيرة التي يحاسبنا الزبون عليها.
وأضاف: ناهيك أنه في ظل النقص الحاد في أدوية الالتهابات نعاني مع المندوبين لكي يعطونا عدد محدود جداً من أدوية الالتهاب.
المشكلة ذاتها أشارت إليها الصيدلانية فاتن، مضيفة: الأسوأ من ذلك هو قيام مندوب مستودع الأدوية بابتزاز الصيدلي وإجباره على شراء أصناف دوائية لا يريدها أو شارفت على انتهاء مدة صلاحيتها مقابل أن يعطيه “كم علبة دواء التهاب”.
المشكلة وراء النقص الحاد في أدوية الالتهاب عزاه الصيدلي أمجد إلى تهريب الأدوية إلى دول مجاورة كالعراق وبيعها هناك بسعر أعلى من سعرها المحدد في سوريا، كنوع من الضغط على وزارة الصحة لرفع الأسعار مجدداً بحجة ارتفاع تكاليف الإنتاج وأن عملية تصنيع الدواء “ما عادت توفي مع أصحاب معامل الأدوية”.
للوقوف على حقيقة انقطاع أدوية الالتهاب في طرطوس وبيعها بأسعار مضاعفة إن وجدت في بعض الصيدليات، حاول “أثر” التواصل مع نقيب صيادلة طرطوس حسام أحمد، إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا المتكررة وبأوقات مختلفة، ما يزيح أي آثار للتساؤل عن السبب وراء انعدام ثقافة الشكوى لدى المواطن لندرة وجود من يستمع له من المعنيين.
صفاء علي – طرطوس