57
بعد حادثة خان شيخون بدأت الأطراف الدولية بتوزيع الملفات بين.. من المسؤول؟، كيف سيعاقب؟ وما الهدف؟.. وغيرها العديد من التساؤلات.
وعصام كان بين يديه ملفاً واحداً وقضية منفردة لا توازيها آخرى ” كيف سيحافظ على عيني مدللته الصغيرة مفتوحتين وقلبها ينبض وروحها البريئة ترقص أمامه” إلى أن يأتي إليه الطبيب، الذي لا يستطيع عصام إلّا أن يراه بهيئة جلّاد ليأخذ طفلته من بين يديه ويغلق عينيها بيده ويغلق معها نافذة الأمل الوحيدة بالنسبة له، دون أن يعلم أنه هو وابنته في الساحة الدولية ليس إلا مجرد رقم في عدّاد الضحايا.
هناك من يشتكي من هذه الحرب بأنها حرمت أطفالهم من العيش في زمن السلم، لكن عصام تنازل عن هذا الحق فمطلبه الوحيد أن تمنح ابنته حق الحياة، حتى ولو كانت تحت مرمى الصواريخ والقذائف ليكون هو خيمتها ودرعها الآمن.