خاص|| أثر برس تحدثت مصادر محلية من ناحية “الراعي” الحدودية بريف منطقة الباب الخاضعة لسيطرة أنقرة وفصائلها شمال شرق حلب، عن إصدار إدارة مستشفى الناحية، قرارات فصل بالجملة بحق عددٍ كبيرٍ من أفراد الكوادر الطبية والتمريضية العاملين في المستشفى.
ووفق ما بيّنته المصادر لـ “أثر”، فإن معظم الكادر الطبي والتمريضي في مستشفى “الراعي” -الذي يعد من أهم وأكبر المشافي الواقعة في منطقة الباب- أعلنوا يوم أمس إضرابهم عن العمل، احتجاجاً على عدم استلام رواتبهم ومستحقاتهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مطالبين باستلام كافة تلك المستحقات كي يعودوا إلى العمل في المستشفى.
وبدل من إرضاء الأطباء والممرضين وإقناعهم بالعودة إلى العمل، سارعت إدارة المستشفى إلى إصدار قرارات فصل بحق /10/ منهم على الأقل، مهددة باقي أفراد الكادر الطبي والتمريضي بالتعرّض لمصيرٍ مماثل في حال أصروا على الاستمرار في إضرابهم.
المصادر نقلت عن الأطباء المضربين قولهم: إن السبب في إضرابهم لا يقتصر فقط على مسألة التأخر المستمر في وصول رواتبهم وإنما لقلتها أيضاً، وخاصةً إذا ما تمت مقارنتها مع رواتب الأطباء الأتراك العاملين ضمن مشافي ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائلها، كمشافي عفرين والباب وأعزاز الوطني.
وأوضح الأطباء بالقول: إن راتب الطبيب السوري في جميع المشافي لا يتعدى الـ /200/ دولاراً أمريكياً شهرياً، دون أن تصل بشكل منتظم، بينما يصل راتب الطبيب القادم من تركيا والعامل في المشافي نفسها إلى ما يقارب الـ /700/ دولاراً، ما زاد من الشعور بالنقمة بين أوساط الأطباء والممرضين السوريين العاملين ضمن مناطق سيطرة فصائل أنقرة بشكل عام، ودفع بكوادر مستشفى “الراعي” إلى الإضراب وتعليق العمل.
مشهد مشابه لما حدث في “الراعي”، عاشته مدينة أعزاز صباح لناحية الإضراب الجماعي الذي نفذه المعلمون المشتغلون في مدارس المدينة، بسبب مباغتتهم من قِبل المعنيين في تلك المناطق، بخصم مبالغ مالية كبيرة من رواتبهم عن الشهر الماضي، تراوحت نسبتها ما بين /20/ إلى /30/ بالمئة.
وبيّنت مصادر “أثر” أن معلمي أعزاز فوجئوا لدى مراجعتهم إدارات المدارس للاستفسار عن سبب الخصم، أنه متعلق بحالة الإضراب التي نفذها المعلمون قبل شهرين اعتراضاً آنذاك على تأخر وصول الرواتب المستحقة، حيث تم احتساب أيام الإضراب غياباً عن الدوام وبالتالي خصم أجرتها من دفعة الرواتب الحالية بشكلٍ كامل، ما دفع بالمعلمين إلى الخروج مجدداً في إضرابٍ موسع.
وتشهد مناطق سيطرة فصائل أنقرة بين الحين والآخر، تحركات من قِبل العاملين بشكلٍ خاص في المدارس والمستشفيات، لأسباب تتركز معظمها حول محورين رئيسيين، أولهما قلة الرواتب المخصصة للكوادر والتأخر المستمر في وصولها، فيما يتعلق المحور الثاني بالاعتداءات والانتهاكات والإساءات المتكررة التي تتعرّض لها الكوادر العلمية على يد مسلحي الفصائل وقادتهم.
زاهر طحّان – حلب