بعد إعلان الرئيس اللبناني ميشيل عون عن موعد بدء عملية إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم على دفعات، بدءاً من الأسبوع القادم، كشف وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور الحجار، أن هناك اتفاقاً سياسياً يضمن لبنان بموجبه العودة الآمنة للنازحين.
وقال الحجار في هذا الصدد: “منذ فترة طويلة ونحن نحضّر العودة الآمنة للنازحين السوريين، وهذا الاتفاق السياسي ضمن لبنان، ومتفقين على عودتهم الآمنة، وأعلن رئيس الجمهورية ميشال عون يوم أمس بأنه ستنطلق خلال أيام أول مجموعة للعودة”، بحسب مانقلته وكالة “سبوتنيك” الروسيّة.
ولفت الحجار إلى أنه “تم تعيين المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم منذ فترة للمتابعة مع الإخوة السوريين وفتحت مراكز الأمن العام لتسجيل الراغبين بالعودة إلى سوريا”.
وأوضح أن “الآلية المعتمدة هي أن من يرغب بالعودة إلى سوريا يسجّل اسمه في مراكز الأمن العام، الذي بدوره يدقق في الأسماء مع الجهات السورية ويتم نقل السوريين النازحين إلى مناطقهم أو مناطق أخرى في سوريا مؤقتًا، وبعدها تتم متابعة عودتهم إلى أملاكهم وأرزاقهم”.
وعن إمكانية نجاح هذه الآلية أشار الحجار إلى أنه “لا مفر من النجاح، وليس لدينا حل سوى النجاح بإعادة النازحين السوريين”، مضيفًا:”نبهنا مراراً وتكراراً من الأزمات المتتالية من حضور السوريين في لبنان كنازحين واليوم هناك جزء منهم نازح وجزء مستثمر وجزء منتظر الذهاب إلى أوروبا”.
وشدد الحجار على أن “لبنان لم يعد باستطاعته إلا النجاح، لأنه حذرنا مراراً من المشاكل الصحية… واليوم بموضوع الكوليرا حذرنا من أن المجتمع الدولي سيسحب يده من الدعم ونرى كيف يسحبون يدهم من متابعة الصرف الصحي والمياه ورفع النفايات في المخيمات، الوضع لا يتحمله لبنان، ولا نستطيع تحمل هذا العدد ولا حل إلا بنجاح العودة الآمنة إلى سوريا ومن لا يستطيع العودة فالدول التي ترغب وتشجع على عدم عودتهم فلتستقبلهم لديها”.
كذلك أوضح الحجار أن “جزءاً كبيراً من مشاكل لبنان يعود إلى حضور النزوح السوري بهذه الأعداد ولا يوجد أي بلد في العالم وحتى لو كان بلدًا صناعياً في أوروبا يستقبل 35% وما فوق من عدد النازحين إلا وستتغير أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والمالية والسياسية وبعد فترة تتغير البنية الديمغرافية وهوية البلد”.
وسبق أن بحث السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، مع الرئيس اللبناني ميشيل عون، مطلع شهر تشرين الأول الجاري، أوضاع النازحين السوريين في لبنان في ضوء الخطة التي يضعها لبنان من أجل إعادتهم تدريجياً إلى بلادهم، حيث قال حينها السفير السوري: “بحثنا مسألة عودة النازحين السوريين من لبنان إلى سوريا، والتي نشهد اليوم أكثر من أي وقت مضى معالجة جدية لها، لا سيما أن سوريا قدمت التسهيلات اللازمة لذلك، واتخذت الإجراءات التي تساعد على تحقيق هذه العودة، بالتعاون مع الدولة اللبنانية الشقيقة”، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
وأكد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، في وقتٍ سابق، أن هناك تنسيقاً بين المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم والجهات الأمنية السورية، متابعاً: “هناك مباركة حكومية من الجهتين.. نحن نريد عودة طوعية وبكرامة”.
يشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان يبلغ 1.5 مليون تقريباً، نحو 900 ألف منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على حين يوجد 190 ألف مولود سوري في لبنان، سُجّلوا في أثناء الحرب على سوريا، بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية.
أثر برس