أثر برس

لتأجيرها وكسب المزيد من الأموال.. فصائل أنقرة تسطو على منازل مهجري عفرين

by Athr Press G

خاص || أثر برس أقدم مسلحو الفصائل التابعة لتركيا خلال الساعات الـ24 الماضية، على ارتكاب جريمة وانتهاك جديد لأبسط الحقوق الإنسانية، من خلال اقتحامهم عشرات المنازل التي تعود ملكيتها لأهالي مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، والذين كانوا اضطروا إلى النزوح منها قبل نحو ثلاثة أعوام بفعل العملية التركية المسماة “غصن الزيتون“، والتي كانت انتهت باجتياح القوات التركية للمنطقة والسيطرة عليها.

وأفادت مصادر “أثر” من داخل مدينة عفرين، بأن عدداً كبيراً من عناصر ما يسمى بـ “الشرطة العسكرية”، التي كانت اُعدت ودُربت بشكل مباشر من قيادة الجيش التركي بهدف ضبط الأوضاع الأمنية وحماية المدنيين ضمن مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، وفق الذريعة التركية، فرضوا حظر تجوال مؤقت في أحياء مدينة عفرين الرئيسية كالأشرفية والفيلات، قبل أن يفرّقوا أنفسهم على عدة دوريات، انتشرت في عدد كبير من الأبنية ضمن تلك الأحياء.

وفوجئ قاطنو تلك الأبنية، بمسلحي الشرطة العسكرية وهم يقتحمون المنازل التي غادرها سكانها قبل نحو ثلاثة أعوام نتيجة الاجتياح التركي للمنطقة، حيث بادر المسلحون إلى تغيير الأقفال وإعلان أن المنازل المصادرة، تم ضمها إلى الممتلكات العائدة للفصيل، وتحت تصرف قياداته.

وتذرع المسلحون خلال عمليات الاستيلاء على المنازل، بحاجة الفصيل إلى إقامة مقرات عسكرية جديدة داخل الأبنية السكنية، بهدف حماية قاطني تلك الأبنية وتعزيز الأوضاع الأمنية، إلا أن نواياهم الحقيقية سرعان ما تكشفت بعد ساعات قليلة، من خلال عرض المنازل المصادرة للإيجار، مع أفضلية الحصول عليها للمسلحين الذين كانوا قدموا في وقت سابق سواء من غوطة دمشق أو من أرياف حمص.

وأكدت مصادر “أثر” بأن عدد المنازل التي استولى عليها مسلحو “الشرطة العسكرية” بلغ أكثر من /50/ منزلاً متنوع المساحات، مشيرة في الوقت ذاته بحسب المعلومات التي سربّها بعض المسلحين، إلى أن قرار المصادرة جاء من خلال أمر شخصي أصدره أحد قياديي فصيل “الشرطة”، حيث كان أجرى خلال الشهر الماضي دراسة واسعة لكافة المنازل العائدة لمهجري المنطقة، قبل أن يبادر إلى تنفيذ عمليات الاستيلاء بشكل مباغت دون إعطاء الفرصة لمشاركته من قبل باقي القياديين.

وخلّفت تلك الخطوة حالة استياء شعبي كبيرة بين الذين تبقوا من سكان المنطقة الأصليين، والذين دعوا إلى مظاهرات واحتجاجات سلمية، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل، وخاصة في ظل الصراع الدموي العنيف الذي شهدته مدينتهم بين مسلحي “جيش الإسلام” من جهة ومسلحي “الجبهة الشامية” من جهة ثانية، والذي كان تسبب في فرض حظر تجول تام ضمن مختلف أنحاء المدينة.

ويمتلك مسلحو تركيا سجلاً كبيراً من الانتهاكات والجرائم الإنسانية بحق أهالي منطقة عفرين بشكل عام، سواء من ناحية الاستيلاء على منازل السكان الأصليين المهجرين من المنطقة نتيجة الاحتلال التركي، أو من ناحية فرض الضراب و”الأتاوات” على مختلف مفاصل الحياة، عدا عن حملات الخطف والاعتقال المتكررة التي طالت الآلاف من المدنيين الذين رفضوا النزوح من قراهم وبلداتهم.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً